الوطن المصري – وكالات
بعد أيام من تصريحات قائد جيش ميانمار، الجنرال مين أونج هلينج، الشخصية الأكثر نفوذا في البلاد، حول إمكانية إلغاء دستور البلاد في ظل ظروف معينة، بالتزامن مع توجيه اتهامات بارتكاب مخالفات في الانتخابات العامة التي جرت في نوفمبر الماضي، وفازت فيها “الرابطة الوطنية للديمقراطية”، وهو حزب “أونج سان سوكي” الحاكم.
أعلن متحدث باسم حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية الحاكم في ميانمار اليوم الاثنين أن زعيمة البلاد أونج سان سوكي وشخصيات بارزة أخرى من الحزب اعتقلوا في مداهمة في الصباح الباكر.
وقال المتحدث ميو نيونت لرويترز عبر الهاتف إن سوكي ورئيس البلاد وين مينت، وزعماء آخرين “اعتقلوا” في الساعات الأولى من الصباح.
وأضاف المتحدث: “أود أن أبلغ شعبنا ألا يرد على هذا بتهور وأود من المواطنين أن يتصرفوا وفقا للقانون” مضيفا أنه يتوقع أن يتم اعتقاله هو أيضا”.
وانقطعت الاتصالات الهاتفية بالعاصمة نايبيداو في الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، وكان من المقرر انعقاد البرلمان اليوم بعد انتخابات نوفمبر التي حقق فيها حزب الرابطة الديمقراطية فوزا ساحقا، وقال شاهد إن الجيش نشر جنودا خارج مقر مجلس مدينة يانجون الرئيسية.
وقال تلفزيون إم.آر.تي.في الذي تديره الدولة في منشور على فيسبوك إنه يعجز عن البث بسبب مشكلات فنية.
وأعربت الأمم المتحدة عن مخاوفها بشأن احتمال حدوث انقلاب في ميانمار، ودعت أكثر من عشر سفارات، بينها تلك التابعة للولايات المتحدة وبعثة الاتحاد الأوروبي، ميانمار الجمعة إلى الالتزام بالمعايير الديمقراطية.
كما أصدرت السفارة الأمريكية، إلى جانب 16 دولة بينها القوة الاستعمارية البريطانية السابقة وبعثة الاتحاد الأوروبي بيانًا الجمعة حث الجيش على الالتزام بالمعايير الديمقراطية.
ويتحدث الجيش عن وجود عشرة ملايين حالة تزوير في الانتخابات التي جرت في نوفمبر، ويريد التحقيق في الأمر، وقد طالب مفوضية الانتخابات بالكشف عن لوائح التصويت للتحقق منها. ولاقت مطالبته تأييداً من أنصار الجيش الذين تجمّع مئات منهم يوم السبت الماضي، أمام معبد “شويداغون” الشهير قرب رانغون، للتنديد بمفوضية الانتخابات. وانضم إليهم رهبان قوميون متشددون حملوا لافتات ترفض “التدخل من دول أجنبية”.
وشهد بعض الأحياء في يانغون رفع الأعلام الحمراء المميزة للرابطة الوطنية للديمقراطية على النوافذ كما زيّنت واجهات المتاجر، في دعم واضح لحكومة أونغ سان سوكي.
ونفت المفوضية مزاعم التزوير وأكدت أن الاقتراع كان حراً ونزيهاً وذا مصداقية، لكنها أقرّت بوجود “ثغر” في قوائم الناخبين.
لكن مكانتها الدولية تضررت بعد فرار مئات الآلاف من الروهينجا من عمليات عسكرية بإقليم راخين في غرب البلاد عام 2017.
ورغم ذلك لا تزال سوكي تحظى بشعبية كبيرة داخل البلاد.