الأربعاء, 24 أبريل, 2024 , 8:07 ص

حضن الوطن .. الوجه الآخر للمصريين فى الخارج والمسئولين فى الداخل

 بقلم – خالد عبد الحميد

ربما تكون هذه السلسلة المقالات قد تأخرت بعض الوقت ، ولكن رب ضارة نافعة ، وكما قال المثل الشعبي “كل تأخيرة وفيها خيرة” .

أزعم أن هذا السلسلة التى نبدأها اليوم ستحدث حالة من الحراك الوطني وستلقى قبولاً لدى قطاع كبير من المصريين فى الخارج ، وفى الوقت ذاته ستلقى هجوما من شلة المنتفعين فى الداخل والخارج ، لا سيما إذا ما علمنا أنها مقالات كاشفة لأمور يعيشها المصريين فى الخارج ولكنهم لا يقوون على البوح بها ، ربما لعلاقات صداقة تربط بعضهم بأحد أفراد شلة المنتفعين والمتاجرين بقضية المصريين فى الخارج ، أو ربما عدم شجاعة وما إلى ذلك من أسباب ، وحتى لا نطيل عليكم .. علينا أن ندخل سريعاً فى مضمون أولى مقالات سلسلة ( حضن الوطن) :

 المقال يخص بالتأكيد المصريين فى الخارج وعددهم يتجاوز 10 ملايين مصري ما بين مهاجر أو مسافر بحثا عن الرزق أو الدراسة.. والقضية من وجهة نظرنا أخطر مما قد يتصوره البعض لا سيما اذا ما تعلقت بالانتماء للوطن .

 نعم هناك جاب كبير بين أبناء الوطن فى الخارج وبين الداخل المصرى شاء من شاء أن يعترف بذلك وأبا من أبا ، فهو الواقع الذي نتغافل عنه ولا نقوى على مواجهته والاعتراف به .

” حسسهم بالانتماء “.. ” حسسهم بالوطنية” ..”حسسهم بالحب” .. ” حضن الوطن “.. كلها مسميات تحمل هدف واحد للأسف فشل القائمون على شئون المصريين فى الخارج على تحقيقه ، بل على العكس من ذلك زادت مساحة الخلاف والشقاق والبُعد .

بطبيعة الحال ليس بيننا وبين القائمين على وزارة الهجرة أى مشاكل أو خلافات شخصية ، فقد ساندناهم طويلا وألقينا الضوء على عدد من الأنشطة ، ولطالما كانت صحيفة ” الوطن المصرى” ( منبر المصريين فى الخارج ) تنشر أخبار الوزارة هنا وهناك ، إلا أننا كنا ولا زلنا نختلف فى بعض الأداء وهو حق أصيل لنا ، باعتبار أن الاختلاف وكشف السلبيات هو فى حقيقته مساندة ودعم للمسئولين لأننا نكشف لهم العيوب والسلبيات لتلافيها وإصلاحها أما إذا كان المسئول يرى فى ذلك انتقاصاُ من قدره أو هجوماً عليه ، فهو وشأنه.

نحن هنا لا نتحيز لعشرة ملايين مصرى في الخارج معظمهم لديه من الانتماء للوطن ربما يفوق انتماء المصريين فى الداخل ، ولكن تصرفات عدد من المسئولين وإهمال ملف المغتربين ، خلق نوع من الجفاء وهو ما نسعى إلى إزالته قدر استطاعتنا وبإمكانياتنا المحدودة ، لأن الوطن يحتاج إلى كل الوطنيين فى الخارج لصد الهجمة الشرسة التى تأتى من الخارج ، وللأسف ساهمنا بإهمالنا فى إضعاف الجبهة الخارجية حائط الصد الأول عن الدولة المصرية فى الخارج .

وقد ظهر ذلك جليا فى الاستحقاقات النيابية ( انتخابات رئاسة الجمهورية الأولى والثانية ، وانتخابات مجلسي النواب والشيوخ والاستفتاء على الدستور) هل يستطيع مسئول فى مصر أن يذكر لنا الأعداد الحقيقية التى توجهت لصناديق الإقتراع للإدلاء بأصواتها فى تلك الانتخابات .. لا نعتقد لأنها ستكون ( فضيحة ) بكل المقاييس تثبت بما لا يدع مجالا للشك فشل المسئول عن ملف المصريين فى الخارج فى دفع المغتربين للأدلاء بأصواتهم ،( حباً وليس إكراهاً ) ونقصد هنا بالمسئول عن ملف المصريين فى الخارج ليس فقط وزارة الهجرة ، بل يشارك فى المسئولية نواب المصريين فى الخارج داخل البرلمان الذين فشلوا فشلاً ذريعا فى التعاطى مع مشكلات المغتربين وتصعيدها للمسئولين ، ولا يمكن هنا التزرع ببعد المسافات وقلة أماكن الاقتراع ، فكل دول العالم تعانى من نفس المشاكل ومع ذلك يذهب رعاياها بقوة إلى صناديق الاقتراع للمشاركة فى هذا الواجب الوطنى .

يحدث هذا فى الوقت الذي كشف فيه المغتربين عن حب كبير ودعم لا محدود للرئيس عبد الفتاح السيسي ومساندة له فى كافة المحافل الدولية وهم من أطلقوا عليه منقذ مصر من تتار العصر .. ألا ترون أن هذا الأمر يحتاج إلى وقفة ودراسة .. مصريون يحبون رئيسهم كل هذا الحب .. ويمتنعون عن الإدلاء بأصواتهم له .. من السبب .. ومن المسئول ؟

أبداُ لم يكن إحجام المصريين فى الخارج عن الإدلاء بأصواتهم فى الاستحقاقات الدستورية عدم رضاء عن مرشحهم ولكن الامتناع هنا كان بمثابة العقاب للقائمين على شئون المصريين فى الخارج وتركهم المشكلة حتى استفحلت فكان قرارهم .. الامتناع عن المشاركة التى لطالما طالبوا بها سنوات طويلة باعتبارهم مصريين لهم كامل الحقوق وعليهم كافة الواجبات.

وما زاد الطين بلة تلك الفقاقيع المحسوبة على المصريين فى الخارج والتى أساءت للملف بالغ الإساءة بعد أن صدقوا أنفسهم وارتدوا ثوب الزعامة ، فراحوا يطلقون على أنفسهم رؤساء لكيانات لا تعبر إلا عنهم ( كيانات فردية وعائلية ) استغلت حالة السيولة الفيسبوكية التى تعانى منها مصر وراحت تضرب هنا وهناك وبعض هؤلاء ربما لا يستطيع كتابة اسمه أو نطق الألفاظ بالشكل الصحيح .

القضية لا يمكن أن نختزلها فى تلك السطور البسيطة .. القضية أكبر من ذلك بكثير وتحتاج إلى مقالات أخرى كثيرة نكشف فيها عن الوجه الآخر للمصريين فى الخارج والمسئولين فى الداخل .

انتظرونا فى الأسبوع القادم مع حلقة جديدة من حلقات ( حضن الوطن )

اترك رد

%d