روما – الوطن المصرى – إبراهيم يونس
يتحدد اليوم مصير حكومة جوزيبى كونتى عندما يصوت مجلس الشيوخ “السناتو” على طرح الثقة بالحكومة ، وتأتى صعوبة موقف الحكومة الإيطالية من وجود 18 عضوا بالمجلس ينتمون لحزب إيطاليا فيفا الذي يرأسه ماتيو رينزي رئيس الحكومة السابق ومقدم طلب طرح الثقة بالحكومة .
وبعد يوم كامل أمس من النقاشات وخطاب رئيس الوزراء والمداخلات ، مابين الأغلبية والمعارضة في مجلس النواب ، وبعد الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد على مدى الأيام الماضية ، منح مجلس النواب الإيطالى الثقة فى حكومة جوزيبى كونتى وجاء التصويت كالتالى :عدد الأصوات التى منحت الثقة 321 صوتا ، ومن سحبوا الثقة 259 صوتا من أصل 580 نائبا شاركوا في التصويت، وغياب 27 عضوا بحسب أرقام رسمية .
كان ماتيو رينزي رئيس الحكومة السابق وزعيم حزب “ايطاليا فيفا” أحد أحزاب ائتلاف الحكومة الإيطالية قد أدلى مؤخراً بتصريحاته صادمة في وجه الحكومة الايطالية معلنا عجزها الكامل سواء في الميزانية أو في إدارة الأزمة المتعلقة بمواجهة تفشي وخطورة كوفيد 19.
وقد قرر ماتيو رينزي استقالة ممثلي حزبه في الحكومة، وهما وزيرة الزراعة تيريزا بيلانوفا ووزيرة الأسرة وتكافؤ الفرص إيلينا بونيتي إضافة إلى وكيل وزارة الخارجية إيفان سكالفاروتو ، معلناً أنه قد أحاط رئيس الوزراء جوزيبي كونتي من قبل بشأن الاستقالات في رسالة وجهها اليه ،الأمر الذي يهدد حكومة الائتلاف الحاكم الذي يعاني عدم تمتعه بالأغلبية في مجلس الشيوخ.
وبدون أعضاء حزب رينزي “ايطاليا فيفا” الثمانية عشر في مجلس الشيوخ، يكون الإئتلاف قد افتقد الأغلبية ، ومن هنا يحتاج رئيس الوزرء “كونتي” إلى داعمين جدد في المجلس، أما فيما يتعلق بغالبيته في مجلس النواب فتعتبر كافية الى حد ما.
كان ماتيو رينزي قد انتقد مرارا وتكرارا إدارة جوزيبي كونتي للأزمة الإقتصادية وأزمة وباء كوفيد-19 ، وعلى الأخص في العمل بإنفرادية وتحفظ ، وعدم وضوح خطة رئيس الوزراء المستقبلية في إنفاق مايزيد عن 200 مليار يورو سيمنحها الاتحاد الاوروبي لايطاليا في إطار خطتها الضخمة للنهوض بالبلاد وتحسين أوضاع المواطنين فى الظروف الراهنة.
ومن جهته تبنى مجلس الوزراء الإيطالي صيغة جديدة لهذه الخطة ، ولكن وزيرتي حزب “ايطاليا فيفا” التابع لرينزي لم تؤيداها
وصرح ماتيو رينزي في مؤتمره صحفى أنه لن يسمح لأحد بأن يكون له سلطات كاملة ، ولابد أن يكون هناك احتراماً لقواعد الديموقراطية، مطالبا حكومة كونتي بحلول جماعية عاجلة تليق بحجم الأزمة الحالية ، وايجاد منظومة جيدة للتعليم وفتح المدارس والجامعات ، ورعاية أفضل للأسرة والمحال التجارية والمصالح المختلفة ، فتلك حقوق لابد من العمل على سرعة ودقة تفعيلها مع الإلتزام بالإجراءات الإحترازية..
وأعربت جميع الأوساط السياسية المحلية والخارجية وخاصة الأوروبية عن قلقها الشديد بشأن الوضع الحالى والتمزق الخطير داخل الحكومة الايطالية ..
ومن جانبه واجه رئيس الوزراء جوزيبي كونتي بحزم وغضب شديد كل ماصرح به ماتيو رينزى من انتقادات للحكومة الايطالية ، مما دفعه للتوجه الى قصر الرئاسة “الكويرينالي” للقاء رئيس الجمهورية الايطالية “سيرجو ماتاريللا” والذي ناشد بدوره الأحزاب لايجاد حلول عاجلة ومرضية لجميع الاطراف وعودة الأمور الى نصابها .