بقلم الكاتب مصطفي كمال الأمير
الأربعاء 6 يناير 2021 كان يوماً عصيباً في تاريخ امريكا القصير بعدما اقتحم المحتجين وجماعة proud boys اليمينية من أنصار ترامب علي فوز جو بايدن برئاسة أمريكا حتي عام 2024
سقط أربع ضحايا واعتقل 52 شخص في إقتحام أنصار ترامب للكونجرس الأمريكي وفاز الحزب الديموقراطي بولاية جورجيا مما أعطاه أغلبية برلمانية في الشيوخ والنواب
تم إعلان حظر التجول في العاصمة لمدة 12 ساعة
كما حدث شقاق بين ترامب ونائبه مايك بنس قبل اسبوعين من تسليمه السلطة للمنتخب جو بايدن
رغم اقتحام المتظاهرين للكونجرس مجلس النواب الأمريكي تحدي الفوضي وصدق على فوز الديموقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية وخسارة ترامبوس الذي يشعل أمريكا حالياً مثل نيرون روما
كما كان 25 مايو 2020 يوماً آخر لن تنساه أمريكا أبداً في تاريخها حدثت فيه جريمة قتل جورج فلويد في مينيابوليس من شرطة ولاية مينيسوتا الأمريكية اشتعلت بعده نار ثورة الإحتجاجات من السود والأقليات ضد العنصرية والظلم من دولة البيض الأوربيين
العنصري ترامب هو بمثابة كابوس ثقيل علي أمريكا بعدما قسم الشعب نفسه حتي داخل حزبه الجمهوري
حتي حرق الغاضبين منهم علم بلدهم الولايات المتحدة كما رفض المتظاهرين خطاب ترامب الأجوف
وحاولوا إقتحام البيت الأبيض أثناء إلقاء خطابه وربما ينقسم جيش أمريكا أيضاً
لو ظل ترامب رئيساً لها يمكن انشقاق وحدات وأساطيل من الجيش الأمريكي الأقوي عالمياً
بعد رفض مارك إسبر وزير الدفاع قرار ترامب نزول الجيش للمدن والشوارع لإخماد نار الاحتجاجات والاضطرابات العنيفة
ترامب أقال مارك أسبر بعد سنة واحدة فقط وقام بتعيين كريستوفر ميلر بدلاً منه وانتقاد وزراء دفاع سابقين لأمريكا إدارة ترامب للأحداث المتدهورة التي ارتفعت للمطالبة بعزل ترامب
بعد خسارته لدعم الميديا والإعلام الأمريكي من قنوات التلفزة والصحف حتي حليفته قناة فوكس نيوز
تغريداته في تويتر يتم منعها لعدم صحة معلوماتها
كما تم حظره علي تطبيق انستغرام وفيسبوك حتي نهاية ولايته في 20 يناير
لأول مرة في تاريخ أمريكا القصير يقوم مواطنيها الغاضبين بحرق علم بلدهم الولايات المتحدة في واشنطن أمام قصر الرئاسة في البيت الأبيض مقر الرئيس ترامب الذي طالب قبل ذلك بسجنهم وسحب الجنسية منهم كما حطموا تمثال جورج واشنطون مؤسس الاتحاد الفيدرالي الأمريكي التي تحمل العاصمة الأمريكية الحالية إسمه
في مشهد شبيه بما فعله الامريكان في تمثال صدام حسين في بغداد والعراق وتمثال القذافي في ليبيا
وفي مشهد غريب عجيب قامت الشرطة الأمريكية بمطاردة مواطن أمريكي سيطر علي دبابة للجيش الأمريكي
ترامب الأهوج تصرف بغباء شديد أمام هذه التظاهرات السلمية في أغلبها بعدما وصفها بالمؤمراة والمشاركين فيها باللصوص والغوغاء ومنظمة أنتيفا اليسارية وأمر الشرطة والجيش بمواجهة الشعب الغاضب والدليل حدوث مظاهرة سلمية أمام البيت الأبيض واجهتها الشرطة الأمريكية بالخيول وقنابل الغاز والرصاص المطاطي خرج بعدها ترامب للتصوير أمام كنيسة القديس جون المواجهة للبيت الأبيض رافعاً الإنجيل !!
طوال هذه الأحداث الدامية غابت منظمات حقوق الأنسان الدولية والمدافعين عن الديموقراطية المزيفة
لم يصف إعلام الغرب حتي الآن
ما يحدث بالربيع الأمريكي كما وصفوا ثورات العرب 2011/2019 بالربيع والورود بعد ربيع أمريكا من القادم ؟
تركيا قطر أم إسرائيل
مع انتشار حيازة وتجارة السلاح في أمريكا( 400 مليون قطعة سلاح ) أكثر من عدد المواطنين في 50 ولاية أمريكية كبيرة المساحة أتوقع سقوط الآلاف من الضحايا من المدنيين الأبرياء في حال اندلعت الحرب الأهلية هناك مع اتفاق الأفارقة الأمريكان سواء مسلمين أو مسيحيين وغيرهم من اللاتينوس والعرب الأمريكان علي ضرورة إصلاح نظام العدالة والقانون الأمريكي واحياء حلم مارتن لوثر كينج لمواصلة الدفاع عن حقوق السود
وفي تصريح ناري من لويس فاراخان زعيم أمة الإسلام في أمريكا الي الرئيس ترامب
” ليس لدينا مسدسات وأسلحة مثل الجيش لكننا حصلنا على وعد من الله بالإنتصار في معركتنا ”
هنا سؤال هام عن موقف الجالية المصرية الكبيرة ومصيرها في أمريكا بلاد العم سام الغارقة في وباء كورونا ونار الثورة والاحتجاجات
ما هو سر التأييد الأعمي للبعض من أقباط المهجر للأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا وإمريكا
حتي للجماعات اليهودية هناك رغم معاداتهم للأجانب والعرب والمسلمين وقوانين الهجرة في الغرب
إنهارت الصورة الوردية إذن التي قدمتها أفلام هوليوود عن نظام العدالة الأمريكي وتقديم ضباط الشرطة في صورة أبطال يحاربون الجريمة بكل نزاهة وشرف في أمريكا لعبة معروفة اسمها الهنود ورعاة البقر
Cowboys & Indiana مثل لعبة العسكر والحرامية عندنا لكن من فيهم الحرامية الذين سرقوا الأرض وقتلوا أصحابها
العنصرية الأمريكية القبيحة في أبشع صورها أجدادهم البيض سرقوا أرض قبائل الهنود الحمر
وقتلوا الملايين منهم لإحتلال قارة أمريكا ثم استعبدوا ملايين الزنوج من أفريقيا السمراء مات نصفهم في الطريق بحراً لأمريكا وألقوا جثثهم في المحيط من سفن القراصنة وتجار العبيد
أمريكا سوف تكون حرة فقط عندما يحكمها رئيس أمريكي من الهنود الحمر سكانها الأصليين
اختلاف رد فعل ترامب في احتجاجات السود ( وصفهم باللصوص واليساريين )
ثم مقتحمين الكونجرس من البيض ( يمكنهم الذهاب لبيوتهم بسلام )
أكد علي عنصريته ومدي اختلال ميزان العدالة لدي رئيس لدولة كانت دائماً تسوق للديموقراطية وتدعي زعامة العالم الحر لكنها أصبحت بعد 4 سنوات من رئاسة ترامب مثل احدي جمهوريات الموز في البحر الكاريبي
دونالد ترامب تحول الي دونالد Duck بطة عرجاء حتي 20 يناير 2021
موعد تسليمه السلطة لخلفه الديموقراطي جو بايدن ونائبته كمالا هاريس التي ربما تكون أول إمرأة ملونة ( أب جامايكي وأم هندية ) ترأس أمريكا في حالة وفاة بايدن العجوز ( 77 سنة )
بعد موت أربعة رؤساء امريكان أثناء حكمهم كان آخرهم فرانكلين روزفلت الوحيد الذي حكم 4 مدد رئاسية تم بعدها تعديل الدستور لمدتين فقط
كما ينص الدستور الأمريكي أيضاًعلي عدم انتقال الرئاسة اذا كانت البلاد في حالة حرب ( بشرط ألا تبدأ امريكا الحرب ) فهل يشعلها ترامب نارًا مع ايران أو الصين حتي يظل رئيساً لأمريكا بأي ثمن
ترامب كشف عورة أمريكا أمام العالم وقدم دليلاً دامغاً علي أن الديموقراطية ليست ضماناً لإنتخاب المرشح الأفضل بدليل انتخاب أدولف هتلر النازي في المانيا والفاشي بنيتو موسوليني في إيطاليا
كذلك الإخوانجي محمد مرسي في مصر