الأربعاء, 3 يوليو, 2024 , 1:04 م

زيارة خادم الحرمين للقاهرة سياسية بنكهة إقتصادية

 

 

السيسي-والملك-سلمان-مصر-والسعودية

اهتمام دولي كبير بالقمة المصرية- السعودية بالقاهرة

 

تقرير- خالدعبدالحميد

تحضيرات غير عادية تتم في القاهرة والرياض قبل موعد القمة المصرية السعودية التي ستعقد بالقاهرة يوم الخميس المقبل عندما يأتي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز علي راس وفد من الأمراء وكبار رجال الدولة والمستثمرين قوامه حوالي 150 مسئول ورجل أعمال في أول زيارة رسمية للعاهل السعودي بدعوة من مصر .

أطراف كثيرة بالمنطقة تعول علي هذه الزيارة والتي وكما أشار المحللون لن تقتصر فقط علي الجانب الاقتصادي وتوقيع عدد من الاتفاقيات ، بل ستتطرق مباحثات الزعيمين الي التقارب المصري التركي من ناحية ، وربما طرح ملف الصلح بين القاهرة والدوحة لدعم التحالف السني الذي تتبناه المملكة ضد إيران.

عدد من المراكز البحثية وبعض المحللين اهتموا بزيارة سلمان للقاهرة خاصة ما يتعلق بتأثير تلك المباحثات علي العلاقات المصرية التركية التي تمر الآن بأسوأ حالاتها .

أكدت عدد من الجهات البحثية الدولية  أن زيارة الملك سلمان لمصرسيكون حجم المساعدات المالية التي سيحملها العاهل السعودي في جعبته لدعم الاقتصاد المصري هو الملف الأبرز ، لا سيما أن المملكة قدمت حوالي 20 مليار دولار لمصر على شكل مساعدات واستثمارات وودائع في البنك المركزي المصري، ولكن هذا المبلغ يظل متواضعا اذا وضعنا في اعتبارنا ان مصر تحتاج الى 200 مليار دولار للخروج من ازماتها الاقتصادية، حسب تقدير الخبراء الاقتصاديين في الغرب.

أشارات التقارير الدولية أن السعودية تحتاج الى مصر ودعمها السياسي والعسكري، خاصة ان حليفها التركي بدأ يتجه الى ايران لتعزيز علاقاته الاقتصادية معها ورفع التبادل التجاري من 10 الى 30 مليار دولار سنويا، مثلما اتضح من زيارة داوود اوغلو الى طهران الشهر الماضي، واستقبال الجزائر مؤخرا لوليد المعلم وزير الخارجية السوري.

الازمة المالية التي يواجهها العاهل السعودي ربما لا تقل خطورة عن تلك التي تواجهها مصر ، ورغم أن السعودية ما زالت تصدر عشرة ملايين برميل من النفط يوميا، وتمتلك احتياطي مالي يقدر بحوالي 640 مليار دولار، ولكن العجز في ميزانيتها يصل الى 100 مليار دولار، وستحتاج الى سحب ما يعادل 120 مليار دولار سنويا من احتياطها المالي لسد هذا العجز، والتزامات مالية اخرى بما في ذلك تمويل حروبها في اليمن وسورية، وتلبية طلبات 32 دولة مشاركة في “التحالف الاسلامي”، وعشر دول في التحالف العربي في اليمن، أضف الى ذلك مواجهة نسبة بطالة عالية.

وأكدت التقارير الدولية علي أهمية زيارة العاهل السعودي لمصر في توقيتها وأنها ستنزل بردا وسلاما على قلب مصر، فالطرفان بحاجة الى بعضهما البعض، لكن حاجة مصر محصورة في الاموال وفقط ، وحاجة المملكة سياسية وعسكرية، ويريد من الحليف المصري ان يخوض حروبه في اليمن وسورية، وربما ضد ايران الخصم الاكبر والقوي لاحقا، اي ان تنتقل الحروب من حروب بالنيابة الى حروب مباشرة، خاصة بعد ان اكد اوباما في مقابلته الاخيرة مع مجلة “اتلانتيك” انه لن يخوض حروب السعودية الاقليمية ضد ايران مطلقا.

وهذا سيصطدم بموقف مصر الثابت من عدم خوض أي حرب ضد دولة عربية شقيقة .

وعلي صعيد متصل  سعت السعودية لتحقيق تقارب مصري تركي، حيث أشار تقرير مركز “ستراتفور” الاستخباراتي الامريكي ، الخاص بتوقعات الربع الثاني من العام الجاري 2016 إلى أن سوريا سوف تهيمن على معظم التحولات الجيوسياسية الهامة التي تنتظر أن يشهدها الربع الثاني من العام.

وفي ظل الضغوط المالية المتزايدة، فإن الرياض تريد التأكد من أن استثماراتها سوف تحقق التأثير المنشود في المنطقة.

وكما ظهر في حالة لبنان خلال الربع الأول من العام، فإن المملكة العربية السعودية ترسل إشارات إلى حلفائها الحاليين والمحتملين أنها سوف تواصل دعمها المالي فقط للبلدان التي تتماشى مع سياساتها.

وركز التقرير الأمريكي علي الحالة المصرية عندما أوضح أن هناك خطر أكبر من تزايد الاضطرابات الاجتماعية في مصر في الربع الثاني مما كان عليه الأمر في الربع الأول بسبب نقص الدولار ومشاكل  الاستيراد.

مشيرا الي انه في أعقاب تخفيض قيمة العملة، فإن مصر سوف تواجه أيضا شبح زيادة معدلات التضخم.

وتوقع التقرير أن تلح السعودية علي القاهرة لحضور الرئيس السيسي مؤتمر قمة الدول الاسلامية الذي سيعقد في اسطنبول كخطوة للتقارب المصري التركي الذي تتبناه المملكة  ، فهل تنجح السعودية في مساعيها وماذا سيكون رد القيادة السياسية علي المطلب السعودي .. هذا ما ستكشف عنه نتائج القمة المصرية – السعودية يوم الخميس المقبل

اترك رد

%d