الجمعة, 22 نوفمبر, 2024 , 6:03 ص

كريم بنزيما.. تكتيكات رياضية وفضائح حياتية

وكأن هناك شخصين يحملان اسم كريم بنزيما. أحدهما صورته المتدهورة خارج أرض الملعب لأبعد الحدود، أما الآخر فهو متألق يؤدي أفضل مواسمه مع ريال مدريد، ومعدل تهديفه أفضل حتى من رونالدو. رغم ذلك يخشى ألا يشارك في يورو 2016.
لا أحد يلاحظ في الملعب أثناء مباريات ريال مدريد أي شيء من المشاكل الكثيرة، الغارق فيها النجم الفرنسي، الجزائري الأصل كريم بنزيما، صاحب الثمانية والعشرين عاما. فبعيدا عن أرض الملعب يواجه بنزيما قائمة طويلة من الفضائح، ويكاد لا يوجد لاعب آخر له نفس القائمة.

ففي عام 2010 تورط سويةً مع فرانك ريبيري لاعب بايرن ميونيخ في الحصول على خدمات جنسية من فتاة قاصر. وبعدها أوقفته الشرطة وهو يقود بسرعة 216 كيلومتراً في الساعة في منطقة غير مسموح بالسير فيها بأسرع من 100 كيلومتر، ومؤخرا اتهم بابتزاز زميله في المنتخب الفرنسي ماتيو فالبوينا فتم استبعاد بنزيما من المشاركة مع الفريق.

وفي مقابل ذلك يعيش كريم حاليا أفضل أوقات عمره كلاعب ويقدم أكثر المواسم تألقا مع ريال مدريد، الذي يلعب معه موسمه السابع معه.

وقبل مباراة الكلاسيكو مع برشلونه في الدوري السبت (الثاني من نيسان/ أبريل 2016) سجل قلب الهجوم الفرنسي 24 هدفا لفريقه هذا الموسم. نسبة تعني أنه يسجل كل تسعين دقيقة في المتوسط 1.13 هدفا، أي بمعدل يفوق نجم النجوم كريستيانو رونالدو فمعدله 1.08 هدفا لكل 90 دقيقة. ومعلوم أن بنزيما سجل عددا وفيرا من الأهداف في مرمى برشلونة خلال مسيرته مع الفريق الملكي.

لا يهم بنزيما تسجيل الأهداف فقط وإنما أيضا كيف سجلها، وقال ذات مرة بحسب ما ذكر موقع "شبيغل" الألماني: "كثيرون يحكمون عليَّ من خلال عدد الأهداف التي أسجلها، لكن بالنسبة لي فإن طريقة تسجيل الأهداف أيضا وطريقة لعبي مهمة جدا."

طريقته في اللعب فريدة، فكريم، الذي يلعب في مركز قلب الهجوم، يذهب بعيدا إلى أماكن لا يذهب إليها أحد غيره. يبتعد عن زملائه والمدافعين، ويبقى وحيدا ليعطي مساحة لزملائه ورغم ذلك يسجل أهدافا على الدوام. "هذه الخلطة تجعل من اللاعب الفرنسي واحدا من أفضل قُلُوب الهجوم في العالم"، يقول موقع شبيغل.

العودة إلى المنتخب الفرنسي؟

ويتعجب الموقع الألماني من عدم اكتراث بنزيما بعناوين الصحف السلبية عنه، عندما يتواجد فوق أرضية الملعب، ويقول "وكأن هناك شخصين باسم كريم بنزيما. فعلى أرضية الملعب يتصرف ببعد نظر وذكاء، ويكون العكس غالبا خارج الملعب".

ويبدو بنزيما وكأنه دائم السعي للعثور على الطريق الصحيح، وقد وجد فعلا من يأخذ بيده. فنجاحه الحالي ليس صدفة، وإنما عائد إلى زين الدين زيدان مواطنه وقدوته. "زين الدين زيدان هو مفتاح نجاحي"، قالها بنزيما مرة في عام 2014 عندما كان زيدان يتولى مسؤولية مساعد المدرب كارلو أنشيلوتي. وبعد أن تولى زيدان مسؤولية تدريب ريال مدريد بعد إقالة رافاييل بينيتز، ارتفع معدل التهديف لدى كريم بحيث سجل في المباريات الخمس الأولى في الدوري تحت قيادة زيدان سبعة أهداف.

ورغم زيدان -الذي كان بطلا قوميا في فرنسا يوما ما- ورغم المستوى الرائع الذي يظهر عليه بنزيما حاليا يخشى كريم أن يبقى محروما من المشاركة مع منتخب فرنسا هذا الصيف في بطولة أمم أوروبا في باريس بسبب قضية فالبوينا. ومن المفترض أن يبت الاتحاد الفرنسي لكرة القدم في مسألة رفع العقوبة عن المهاجم الفذ بحلول منتصف أبريل/ نيسان الجاري.

وبالنظر إلى تفاصيل قضيته مع فالبوينا فإن فرص عودته للمنتخب تبدو غير محتملة، لكن لأن فرنسا لا تملك حاليا مهاجما يشبه بنزيمة فإن عودته مسألة ممكنة، ففرص فرنسا للفوز بالبطولة سترتفع، بحسب شبيغل.

اترك رد

%d