الوطن المصري – ناريمان خالد
يحل غدًا يوم الثامن عشر من نوفمبر، الذي يشكل مناسبة جليلة في التاريخ العماني الحديث، حيث الاحتفال بالعيد الوطني الخمسين والبلاد تجدد نهضتها الصاعدة إلى آفاق الغد المشرق بقيادة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان حيث تتواصل تلك المسيرة الطيبة التي أسس لها السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- فكانت رحلة بناء عُمان الحديثة، وتأسيس هذا المجد الكبير ورسم الدرب إلى المزيد من خطى الإشراق والتنمية في كل مجالات الحياة الإنسانية.
إن الاحتفال بهذه الأيام المباركة والسلطنة تكمل خمسين سنة من مسيرة نهضتها العمانية، لهو حدث يستحق الوقوف عنده بكل الأحاسيس والمشاعر، ويتطلب منا التأمل في حجم المنجزات وما تحقق على مدار خمسة عقود من عمر الزمان، ومن ثم الانطلاق من منصات الحاضر إلى أفق المستقبل البعيد، حيث يكون التطلع الممزوج بالآمال والقدرة على مواجهة التحديات، والإضافة لإرث كبير تشكّل خلال السنين الماضية، فخمسون عامًا حققت المعجزات وصنعت هذه الدولة العصرية التي ننعم اليوم بها ونعيش تحت ظلالها، ونحن مفعمون بالمزيد من التطلعات إلى الغد المشرق.إن بناء المستقبل الواعد يأتي من صميم تجربة الأمس ومن خلال تراكم الخبرات، كذلك قدرة الهمم البشرية والإيمان بالمبادئ على حمل الإنسانية إلى ما تود أن تراه ماثلًا أمامها من الآمال، فكل أمل ممكن وكل حلم يصبح حقيقة إذا ما وجدت العزائم الكبيرة، وهي حاضرة بإذن الله، ويشهد بذلك التاريخ العريق والحاضر الزاهر لهذه النهضة العمانية، التي تكتسب اليوم بهاء وتجددا وزهاء تحت قيادة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان.
إن كل ما تحقق ليشعر أي عماني بالفخر أنه ابن هذه الأرض التي تحفل بالإرث والحضارة وكل المعاني الإيجابية التي تحمل الدافعية والحيوية لتلبية التطلعات، فالممكنات تتحقق من خلال هذا البناء الرفيع الذي يجمع بين قيم التاريخ الأصيل والمستمر على مدى قرون بالإضافة إلى الإنجازات في مستوى الراهن، والخطط والبرامج والاستراتيجيات وكل ما يحمل صيغة المستقبل الأفضل.إن استحضار سيرة النهضة العمانية في مسيرتها المستمرة والكبيرة، لهو كتاب لا تحصى كلماته يدون منجزات وتجارب وحضورًا أكيدًا في سجل التاريخ الإنساني، فعمان اليوم هي مزيج لصورة الأمس وإشراق الحاضر وتطلع المستقبل، هذه التوليفة التي تعني أن حياة الأمم والشعوب هي مسار متصل من العمل والعطاء والتضحيات، وأن كل جهد مبذول لا شك أنه يعطي ثمرته وأن كفاح الإنسان له ثمنه، وحيث يكون الجزاء الأوفى للاجتهادات والمثابرات وصور البذل المختلفة التي يقوم عليها الكائن البشري.وإذا كان من الصعب أن نحصي المنجز فإن صورة هذا المنجز تتأكد بالمزيد من العمل والعطاء والنظرة المستقبلية التي تؤمن بأن الغد هو ابن اليوم وأن المهم هو الاجتهاد المستمر.