الإثنين, 20 مايو, 2024 , 4:58 م

أخطر تقرير عن “شمّام شعر النساء” ولعبة الإخوان الجديدة لضرب العلاقات المصرية الأمريكية

“مصر القوية” لن تقبل بضغوط  أمريكية لعودة الجماعة الإرهابية

جماعة “الإخوان الإرهابية” تحرض الرئيس الأمريكى الجديد ضد الدولة المصرية 

تعليمات ورضوخ وموائمات .. مصطلحات أسقطه الرئيس السيسى من سجلات الدولة المصرية بعد 30 يونيه

تنويع مصادر السلاح والشراكات الاستراتيجية مع الكتلة الشرقية يغير قواعد اللعبة مع إدارة جو بايدن

الرئيس الأمريكى الجديد “قرفان” من أردوغان “عرًاب” الإخوان

لا مناص أمام مصر من التعامل وبقوة مع الشرق .. ووقف التعامل مع الغرب .. مقامرة

“بايدن” فشل فى 2013 فى انقاذ “الإخوان” فهل يضحى بمصالح أمريكا من أجل جماعة إرهابية” ؟

 

تحليل – خالد عبد الحميد

انتهت انتخابات الرئاسة الأمريكية ولكن تداعياتها على العالم لم ولن تنتهى قريباً ، فبعد الفوز المفاجئ لمرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وخروج دونالد ترامب من البيت الأبيض ، بدأت العالم يعيد حساباته ومواقفة من الإدارة الأمريكية ، وبدأ خصوم الأمس مثل إيران ترسل برسائل للإدارة الأمريكية الجديدة وتضع شروطاً لعودة العلاقات بين البلدين بعد أن أفسدتها إدارة الرئيس السابق ترامب .

ومع بدء العديد من دول العالم فى إعادة تقييم علاقاتها مع “أمريكا0 بايدن” والملفات الإقليمية المفتوحة ، استبقت جماعة الإخوان الإرهابية الجميع وأصدرت بياناً ساخناً لم يخفى الحقد الدفين وتربصها بالدولة المصرية وإن لم تذكر ذلك صراحة فى بيانها المسموم ، وهو ظاهره التهنئة بفوز جو بايدن وفى باطنه سُم زعاف وتحريض مستتر ضد الدولة المصرية .

وكأن الجماعة الإرهابية ترسل برسالة تحمل تهديداً مستتراً للرئيس الأمريكى الجديد بأنهم فى المعادلة ولابد أن تتدخل الإدارة الأمريكية لإعادة الإخوان إلى المشهد السياسي فى مصر من جديد والضغط على الإدارة المصرية لتحقيق هذا الهدف ، وإلا ستظل “الجماعة” مسماراً فى نعش إدارة بإيدن .

البيان التحريضى لجماعة الإخوان الإرهابية طالب جو بايدن ” بمراجعة سياسات دعم ومساندة الدكتاتوريات، وما ترتكبه الأنظمة المستبدة حول العالم من جرائم وانتهاكات في حق الشعوب”.

والغريب فى البيان أن جماعة الإخوان – والتى يُفهم من مضمون نص بيانها أنها تشير إلى الدولة المصرية – تعيش الآن في كنف ورعاية ودعم بعض الأنظمة الديكتاتورية المستبدة من شاكلة النظامين التركى والقطرى اللذان يهددان الأمن والسلم العالمى ويأويان الجماعات الإرهابية والمتطرفة .

الشاهد هنا أن من يراهن على أن الإدارة الأمريكية الجديدة يمكن أن تضغط على الإدارة المصرية لقبول الإخوان مجدداً فى المعادلة وعودتهم للحياة السياسية فهو واهم وقد جانبه الصواب ، لأن مصر ما قبل 2013 ليست هى مصر ما بعد هذا التاريخ الذي حوى ثورة قلبت موازين القوى فى الشرق الأوسط وأجهضت مخططات دولية لابتلاع المنطقة العربية – إن جاز لنا التعبير – كان يمكن أن نتحدث عن ضغوط ورضوخ وموائمات قبل ثورة 30 يونيه ولكن إدارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لن تقبل بمثل تلك المصطلحات مجدداً ، وما نقوله ليس من ضروب الخيال أو العنترية أو التحيز للدولة المصرية ، بل تحليلنا مبنى على أدلة وبراهين وواقع موجود على الأرض لا ينكره إلا أعمى في البصر والبصيرة .

ومن بين تلك الأدلة أن مصر فى العهد السابق – بعد استبعاد عام الإخوان الأسود من تاريخ الدولة- كانت تعتمد اعتماداً كليا فى مصادر سلاحها وتسليحها على الغرب وتحديداً الولايات المتحدة الأمريكية وكان هنا مكمن الخطر والسيف الذي كان مسلطاً على رقبة مصر ، حيث كانت الولايات المتحدة تستغل هذا الأمر للضغط على مصر فى بعض المواقف الدولية والإقليمية لتغيير موقفها منها ، وأيضاً كانت واشنطن تلعب بتلك الورقة لتحقيق الهدف الأسمى وهو تحقيق التفوق العسكرى الإسرائيلى فى المنطقة ، ولكن اليوم ليس كالبارحة ، بعد أن نفضت الدولة المصرية غبار الماضي وتسلحت بإرادة وطنية مستقلة ، وقد فطن الرئيس عبد الفتاح السيسى لهذا الأمر جيداً فقام أول ما قام بزيارات مكوكية لبعض دول الكتلة الشرقية ومن أهمها روسيا والصين لإعادة تسليح وتحديث القوات المسلحة المصرية وتنويع مصادر السلاح للإفلات من الكماشة الأمريكية ، وكان له ما أراد وتم تحديث الجيش المصرى ( براً وجواً وبحراً ) بأحدث الأسلحة والمقاتلات حتى أن ترتيب الجيش المصرى الآن طبقاً لأحصاءات المعاهد الدولية المتخصصة – ومن بينها موقع “جلوبال فاير باور”، الذي يقوم بتصنيف الجيوش وفقًا للعديد من العوامل – أصبح فى المرتبة التاسعة ضمن أقوى جيوش العالم بعد أن كان فى المرتبة الثانية والعشرين عام 2006  وسبق فى ذلك إسرائيل وتركيا لأول مرة .

كما نحيل إلى ما قاله الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق عمرو موسي ويدعم وجهة نظرنا حيث أكد أن مصر تتجه شرقاً وهو سبباً مباشراً لكى تغير الولايات المتحدة سياستها مع مصر نحو الأفضل ، ولا مناص أمام مصر من التعامل وبقوة مع الشرق ومع الصين والتى أصبحت نجماً كبيراً يسطع فى العالم والشراكة معها مكسباً فى حد ذاته ، حتى أن أوروبا نفسها دخلت معها فى تعاون وشراكة .

وطالب الأمين العام الأسبق بنظرة جديدة لمصر تنبع من فكرة عدم الانحياز وإقامة علاقات مع الجميع طالما فيها مصلحة الدولة المصرية .

ونقتبس من كلمات موسى عبارة إقامة علاقات مع جميع الدول طالما فيها مصلحة لمصر ، ونؤكد أنه ليس معنى الترحيب بعلاقات قوية مع الشرق أن نهمل الغرب ، فلا زالت الولايات المتحدة الأمريكية هى الأقوى اقتصادياً وعسكرياً ، وليس من الحصافة أن نهمل التعاون معها بحجة أننا نتعاون مع الصين أو روسيا ، فالغرب والشرق كلاهما لابد من أن تكون علاقات مصر معهما قوية فى مختلف المجالات ، وتشابك مصالح مصر مع الجميع يحميها من أى مخططات يمكن أن تنال منها ، وغير ذلك مقامرة لن تصب بحال من الأحوال فى صالح الدولة المصرية .

أيضاً من الأدلة والبراهين التى تؤكد أن مصر لن ترضخ لأية تهديدات أو ضغوط أمريكية مستقبلية لإعادة الإخوان للمشهد السياسي من جديد هو أن الرئيس الأمريكى جو بايدن كان نائباً للرئيس الأسبق أوباما والتى كانت إدارته داعمة لجماعة الإخوان دعماً مطلقاً ومع ذلك نجحت مصر فى اقتلاع جماعة الإخوان من الحكم ، ولم ينجح الرئيس الأمريكى ولا نائبه فى فرض إرادتهما على الدولة المصرية فى ملف الإخوان ، تلك الإرداة التى تحطمت أمام إرادة الشعب المصرى ، فما عساه أن يفعل اليوم وقد غدت مصر أقوى مما كانت عليه آبان حكم أوباما للولايات المتحدة الأمريكية ، مع وجود مصالح مشتركة بين أمريكا ومصر ، فهل يمكن أن يضحى بايدن بمصالح واشنطن مع القاهرة من أجل عيون جماعة إرهابية قد تمثل له تهديداً أثناء ولايته ؟!

ولا نعتقد أن “بايدن الرئيس” سيقيس الأمور بنفس مقاييس “بايدن النائب” والرجل الثانى فى أمريكا فى عهد أوباما .

دليل ثالث على أن مصر أضحت اليوم قوة إقليمية لا يمكن لقوى أخرى أن تُملى عليها شروطها أو تمارس عليها ضغوطاً أن مصر الآن تربطها معاهدات واتفاقات وشراكات استراتيجية مع دول عظمى فى حجم الصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وأصبحت مصالح هذه الدول مع مصر حائط صد قوى ومنيع ضد أى هيمنة أو ضغوط أمريكية يمكن أن تمارسها على مصر التى باتت أكثر تحرراً من قيود الأمريكان وبمقدورها الاستغناء تماماً عن المساعدات الأمريكية فى حال استخدام هذا السلاح للضغط على الإدارة المصرية .

وما يؤكد أيضاً استبعاد أن يدخل الرئيس الأمريكى الجديد على خط “الإخوان” وممارسة ضغوط على مصر لإعادتهم أن “بايدن” هاجم أكثر من مرة الرئيس التركى أردوغان “عرًاب جماعة الإخوان” ووصفه له بأنه ديكتاتور ، وأنه سيساند ويدعم المعارضين له لإسقاطه وتخليص تركيا والعالم من شروره .

بقى أن نؤكد فى ختام هذا التحليل المبسط عن مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية بعد وصول مرشح الحزب الديمقراطى جو بايدن للكرسي البيضاوى أن المقربين والمتعاملين معه يصفونه بأنه خبير فى العلاقات الدولية وسياسي ديمقراطى مخضرم

ويجيد لغة التحدث والإقناع ويتمتع بشجاعة فى اتخاذ القرارات المهمة فى الوقت المناسب ، وعلى الجانب الآخر وصفه المناوئين له بأنه صاحب زلات ويميل إلى شم شعر النساء .

 

 

اترك رد

%d