بقلم اللواء بهاء البجاوى
إذا كانت الدنيا هى الماضى والحاضر والمستقبل..فيصبح ما فعله الرئيس السيسى يوم ٣١ أكتوبر ٢٠٢٠ فى شرم الشيخ هو إثبات بالفعل أن ( مصر قد الدنيا ).. لماذا؟؟
لأنه قام بافتتاح العديد من المشروعات التى تمثل الماضى والحاضر والمستقبل..حيث افتتح متحف شرم الشيخ والذى يعتبر نقله نوعيه فى فكر ونظرة مصر والعالم للمتاحف الأثرية.. لأنه أول متحف فى مصر يقام فى مدينة تحمل طابع السياحة الترفيهية والشاطئية ( وربما يكون من أوائل المتاحف فى العالم من هذه الزاوية ) وبذلك نكون قد جمعنا بين أهم عوامل الجذب السياحى معاً فى مكان واحد وهى السياحة الشاطئية إلى جانب السياحة الثقافية التى تعتمد على مشاهدة السائح للآثار والتحف القديمة والنادرة.. وهذه بالفعل محتويات متحف شرم الشيخ الذى يضم آثار مصر من مختلف العصور بأحدث أساليب عرض الآثار..
وبالتالى فالماضى بعراقته كان متواجداً وبقوة فى مشهد الإفتتاحات التى قام بها الرئيس .. أما عن الحاضر والمستقبل فقد اجتمعا معاً فى باقى المشروعات التى قام بافتتاحها والتى تنوعت بين المطارات والطرق ومحطات تحلية المياة والتجمعات التنموية البدوية.. ولكن كان من أبرزها جامعة الملك سلمان والتى تعتبر أيضا نقله نوعيه فى إنشاء الجامعات فى مصر سواء من حيث اختيار المكان والذى يحمل فى حد ذاته بُعد استراتيجى لأنها أول جامعة متكاملة بهذا الحجم من المساحة والمبنى وعلى أحدث نظم وأساليب التدريس المتطورة تقام على الضفة الشرقية من القناة وداخل سيناء.. أو من حيث طريقة إنشاء الكليات بأفرع علوم حديثة وكذلك طريقة إنشاء المبانى ذاتها وما تحتويه من مبانى إعاشة للطلبة على الطراز الحديث وليس بالمفهوم القديم للمدن الجامعية..
وهى بذلك تمثل الحاضر فى استيعابها لأبنائنا الطلاب من مختلف مدن سيناء ..
إلى جانب أنها تُمثل المستقبل فى بناء أجيال جديدة على أحدث نظم التعليم الجامعى بما يُمهِد لهم الطريق لمستقبل واعد لهم ولوطنهم..
وما قام به الرئيس يحمل رسالتان فى غاية الأهمية للعالم أجمع :
الأولى : أنه فى الوقت الذى بدأت فيه معظم دول العالم وبالأخص المتقدمة والعظمى فى العودة للإغلاق التام خوفاً من الموجه الثانية لفيروس كورونا.. فإن مصر قد بدأت هى الأخرى ولكنها بسواعد أبنائها لم تبدأ فى الإغلاق بل بدأت فى إفتتاح مشروعات ضخمة تم تنفيذها فى أزمنة قياسية بأيادى مصرية وليس هذا فحسب بل إن هذه المشروعات تم إنجازها فى ظل الموجة الأولى لفيروس كورونا وما صاحبها من إغلاق تام حول العالم حيث كانت معظم شعوب العالم تخاف فقط أن تغادر منازلها !!!
الثانية : أن إفتتاح هذه المشروعات فى عمق سيناء مفادهُ أن قطار التعمير الحقيقى لسيناء قد انطلق بالفعل ومُحمّل بالعديد من مشروعات التعمير العملاقة ويسير بخطى سريعه نحو تحقيق الهدف وهو الربط الحقيقى لسيناء بباقى محافظات مصر.. بل والتمهيد لأن تصبح سيناء جزء رئيسى فى خطة التنمية الاقتصادية قولا وفعلاً..
وهو ما سينتج عنه بالطبع ( بمشيئة الرحمن ) القضاء التام على الإرهاب فى سيناء والذى كان يستغل كونها صحراء جرداء لإنها البيئة الخصبة التى يبحث عنها والتى تعتبر الأمثل له فى التعايش..
= والدولة التى تنجح فى الجمع فى يوماً واحداً بين متاحف حضارات الماضى ومظاهر حا مشكلات الحاضر وعوامل بناء المستقبل.. فهى بالفعل دولة قد الدنيا..
إنها مصر ..