السبت, 6 يوليو, 2024 , 7:46 ص

د. حسن صابر يكتب : كفاكم متاجرة بدماء الشهداء

أعلم أن بعض السياسيين القدامى والناصريين ومن يسمون بالقوميين العرب سوف لن يكونوا سعداء بعملية التطبيع مع اسرائيل والتي عادت من جديد منذ أن بدأها الرئيس السادات ، لكني أوجه كلماتي التالية للمصريين الطيبين الذين يجب أن يعرفوا عدوهم الحقيقي جيداً ، ويعرفوا ما لم يجرؤ مسؤول مصري على كشفه أمام الشعب حتى الآن بصورة رسمية .

اسرائيل تظهر علامات الود تجاه مصر ، وتظهر حسن النية والمساندة لمصر في أزمتها مع الإرهابيين ، ومن أمثلة هذه المساندة ما يأتي :

  • هناك مناطق حمراء محظور على الجيش المصري دخولها بأسلحة ثقيلة وطائرات طبقاً لإتفاقية كامب ديفيد ، ولكن إسرائيل وافقت على دخول الجيش المصري هذه المناطق لمحاربة الإرهابيين وقدمت لنا الدعم الإستخباراتي والمعلومات التي يحتاجها جيشنا .

  • رئيس وزراء اثيوبيا السابق والذي مات ميليس زيناوي ذهب إلى إسرائيل يطلب منها مساعدة بلاده في بناء سد النهضة ، فرد عليه رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو أن هذا عمل من أعمال الحرب ضد دولة وقعت معنا اتفاقية سلام ورفض طلبه ، فذهب زيناوي الى قطر فوعدته بدراسة المشروع ، ولا أستبعد أن تكون بالفعل قطر هى من تمول هذا المشروع ، وهذه ليست كلماتي ، ولكن هذا ما صرح به معالي محمد نصر علام وزير الري المصري السابق ، وأنا متأكد أنه إذا تعاونت مصر مع إسرائيل في هذه الأزمة الخطيرة لأمكن تعطيل بناء هذه السدود أو على الأقل التوصل الى حل مع إثيوبيا يضمن عدم تأثر حصة مصر من مياه النيل .

الباحث السياسى دكتور حسن صابر
  • إسرائيل لا تريد الآن سوى العيش في أمان مع جيرانها ، فليذهب إلى الجحيم ، أي فلسطيني لا يريد أن يعيش معنا في سلام ، ولا تتصوروا أن فلسطينيي حماس يختلفون عن باقي الفلسطينيين في الضفة الغربية ، هل تتذكروا عندما أعلن نبيل شعث القيادي في فتح ( وليس في حماس ) انه ضد ترشح السيسي للرئاسة ، وأن ترشحه يثبت عودة حكم العسكر وأن ما حدث إنقلاب . . هذا كلام واحد من أقرب المقربين لمحمود عباس أبو مازن .

  • لعلكم تتذكرون مقالي الذي كتبته منذ عدة سنوات عن حادث سانت كاترين الإرهابي وذكرت في الفقرة الأخيرة منه أن الأقمار الصناعية التابعة لإحدى الدول الصديقة ، أبلغت مصر بتوجه قافلة من خمسين شاحنة إلى الحدود المصرية قادمة من جهة ليبيا تحمل أسلحة ثقيلة وصواريخ ليستخدمها الإرهابيون ضد شعبنا وجيشنا وشرطتنا ، فتربصت بها قوات الأمن وللأسف قبضوا على شاحنة واحدة وهربت باقي الخمسين شاحنة في الصحراء . . أتعلمون من هى هذه الدولة التي أبلغتنا عن قافلة الأسلحة . . لقد كانت اسرائيل ، وقد أكد الأستاذ محمد حسنين هيكل- رحمه الله – هذه الرواية عند إستضافته في صالون التحرير .

  • عندما قررت الولايات المتحدة قطع المعونة التي حددتها معاهدة كامب ديفيد لمصر بعد عزل الرئيس السابق مرسي ، توجه بنيامين بنتنياهو رئيس وزراء إسرائيل إلى أمريكا ليحذرها من قطع المعونة عن مصر ، وكان مما قاله للرئيس باراك أوباما أنه إذا أصرت أمريكا على قطع المعونة ، فعندئذ يحق لمصر فسخ معاهدة كامب ديفيد بسبب عدم إلتزام أحد الأطراف الموقعة على المعاهدة وهى الولايات المتحدة ببنودها وشروطها ، فأذعن الرئيس الأمريكي ، وأعاد المعونة لمصر وقدرها 1.3 مليار دولار سنويآ .
    ولا أنكر أن هناك عمليات إستخباراتية تقوم بها إسرائيل ضدنا ، وهذه هى طبيعة عمل المخابرات في أي زمان ومكان ، وفي الأوقات العادية ، ولعلكم تذكرون تصنت المخابرات الأمريكية على مكالمات المستشارة الألمانية ” ميركل ” ورئيس وزراء فرنسا ” أولاند ” ، بل لعلكم سمعتم عن العمليات الإستخباراتية الإسرائيلية التي تتجسس بها إسرائيل على الولايات المتحدة وهى التي تضمن بقاء إسرائيل ، فما بالكم بدولة تجد كل يوم وكل لحظة في مصر من يهاجمها ويجرم من يتصل بها رغم وجود إتفاقية سلام بين الدولتين بحجة تافهة هى أن التطبيع فقط بين الحكومات ولا يجب ان يكون بين الشعبين المصري والإسرائيلي ، ولعلكم تعرفون أن أكثر شعوب العالم تطبيعاً مع إسرائيل هو الشعب الفلسطيني .

أنا لا أتنكر للقضية الفلسطينية ، ولا أخذل الفلسطينيين ، لكني أؤكد أن أفضل الطرق المؤدية إلى الحلم الفلسطيني بدولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية هو السلام مع اسرائيل ؛ بعد أن جربنا حروباً كثيرة لم تؤدي إلى أية نتائج إيجابية . . دعونا نجرب السلام مع إسرائيل ، واعلموا ان ما يحكم العلاقات بين دول العالم حالياً هى المصالح المشتركة ، ولا يوجد في هذا الزمن ما كان يسمى بالإلتزام القومي .

اترك رد

%d