بدأ تحرير الأرض عسكريا وانتهى سياسيا لتعزف مصر أروع سيمفونية
نصيحتى للشباب: لا تكونوا أسرى لما يروج على مواقع التواصل وبعض الفضائيات الموجهة
ما لم يتم استرداده بالحرب تتكفل المفاوضات به وهو ما حدث بالفعل فى قضية استرداد كامل التراب المصرى فى سيناء
أجرى الحوار – خالدعبدالحميد
“عندما أتذكر معركة العبور والتحرير فى 73 أشعر بالفخر لما قدمته أنا وزملائى من الضباط والجنود .. وكلما مرت علينا ذكرى حرب أكتوبر أشعر وأن قامتى تعانق السماء بعد أن نجحنا فى رد كرامتنا واسترداد أرضنا المسلوبة ” .. كلمات من ذهب قالها أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة اللواء الدكتور محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق والمحاضر الأكاديمى بأكاديمية ناصر العسكرية العليا والذي استطرد قائلاً فى حواره لـ ” الوطن المصرى” :
بدأ تحرير الأرض عسكريا وانتهى سياسيا لتعزف مصر أروع سيمفونية وطنية عرفها التاريخ
عاد بنا اللواء الغبارى فى بداية حديثه معنا إلى الوراء عشرات السنين حيث عام 1967 عندما قال : لن ننسى أبدا مهما طالت الأيام والسنوات بطولات رجالات الجيش المصرى ضباطا وجنود وهم يزأرون كالأسود أثناء عبورهم خط بارليف .. جنود لا يهابون الموت .
وأضاف : تذكرت سيناء اليوم من ثلاث زوايا واتجاهات .. الأولى التاريخ ، والثانية بعد هزيمة 67 حيث حرب الإستنزاف الطويلة التى استمرت 6 سنوات .. والزاوية الثالثة رأيتها بعد التحرير والإنتصار وهى ممتدة حتى الآن .
بعد هزيمتنا فى 67 تم وضع التخطيط المعنوى الذى أعاد الروح للشعب ليلتف حول قيادته ويطالب بالثأر .. كانت هتافات الجماهير .. هنحارب .. هنحارب .. هنحرر سيناء .
وأضاف : الكل حارب فى أكتوبر 73 الجيش والشعب فى تلاحم رائع الى أن تحقق النصر.
وتذكر الدكتور الغبارى الخدعة التى قامت بها القيادة العامة للقوات المسلحة قبل بداية الحرب حيث قامت بإخلاء المستشفيات من المرضى قبل بداية المعركة بـ 3 شهور وفى اطار خطة الخداع الإستيراتيجي قامت القوات المسلحة بإدعاء فصل ضابط طبيب كان يخدم فى “الإستطلاع” ووجهت له عدة تهم لهذا الغرض حتى يخرج من الخدمة ويعمل فى وظيفة مدنية ، وبالفعل عمل بإحدى المستشفيات العامة الكبرى بالقاهرة .. وعندما توجه الضابط المفصول للمستشفى ادعى أنهم فصلوه من الخدمة لأنه تجرأ وأعلن انتشار مرض التيتانوس ولابد من إعلان ذلك للشعب حتى يتخذ الإحتياطات اللازمة وأن أى مستشفى ستجرى اختبارات و أبحاث ستتأكد من وجود المرض .. وبدأت المستشفى فى تنفيذ عملية الإخلاء لمحاصرة المرض وانقاذ المرضى ، وتبعتها باقى المستشفيات ، وكان الأمر فى حقيقته هو ضرورة إخلاء هذه المستشفيات استعداد لبدء الحرب وتجهيز هذه المستشفيات لاستقبال الجرحى المصابين دون أن يفطن العدو إلى حقيقة عملية الإخلاء .
وأضاف قائلا : أى استيراتيجى يعمل بالقوات المسلحة يعلم علم اليقين أن الحرب وحدها لا تحقق كل أهدافه ، بل هناك أيضا المفاوضات التى تأتى استكمالا للحرب وما لم يتم استرداده من حقوق بالحرب تتكفل المفاوضات به وهو ما حدث بالفعل على الأرض فى قضية استرداد كامل التراب المصرى فى سيناء .
فقد حررنا معظم أراضينا بالحرب فى 73 واسترددنا باقى الأرض بالمفاوضات وكان أخرها طابا التى قطعنا شوطا كبير فى المفاوضات من أجلها حتى نجحنا فى استردادها .
واسرائيل تنشر خريطة تؤكد ذلك على موقع وزارة الخارجية وثابت بها أن حدود دولتهم من الفرات الى العريش.
وأضاف اللواء أركان حرب محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى السابق أن البيان رقم واحد الخاص بالعملية الشاملة سيناء 2018 كان شاملا لكل ما سيتم بعد ذلك حيث ذكر بالبيان القوات المسلحة بجميع فروعها الرئيسية وحرس الحدود والقوات الخاصة وقوات الشرطة المدنية والشعب المصرى معنى ذلك أن البيان ضم كل من يعيش على أرض مصر وكل فئة لها مهمة فى الحرب على الإرهاب فى سيناء ، وعلى مسارح العمليات الخمسة جميعها بكافة حدود مصر
وقال : أحزن كثيرا عندما يسألنى أحد ” هى الحرب على الإرهاب فى سيناء هتنتهى امتى ” ؟ لأن من يسأل هذا السؤال لا يعلم طبيعة حرب الجيوش النظامية ولا طبيعة المعركة الدائرة فى سيناء وهى حرب صعبة ومعقدة وتحتاج إلى وقت لأن العدو فيها خفى يضرب ثم يختفى وسط الأهالى .
موضحا أن خطة المواجهة الشاملة فى سيناء وضعت بعد حصول المشير عبد الفتاح السيسى على تفويض من الشعب بمواجهة الإرهاب .
وأن تلك الحرب كانت تحتاج الى معدات وأسلحة من نوع خاص لخوض تلك الحرب وهو ما حدث بالفعل ونجح الرئيس السيسى فى تحديث القوات المسلحة ومدها بأحدث الأسلحة والتقنيات الحديثة ليس فقط لمواجهة الحرب المحتملة ولكن لحماية مصالح وثروات مصر الإقتصادية داخل مياهنا الإقليمية .
مشيرا الى أن الدولة المصرية ضحت بدماء كثيرة وأموالا طائلة للحفاظ على تماسك الدولة المصرية ووحدتها وأمنها القومى .
وأشار الغبارى إلى أن الدولة لم تقصر مع أهالى سيناء فعلى الرغم من الحرب الدائرة على الإرهاب هناك الا أن قطار التنمية لم يتوقف ، فقد حصل الأهالى على تعويضات بلغت 950 مليون جنيه كما ذكر البيان رقم 11 للقوات المسلحة .
أيضا بدأت التنمية من شاطئ القناة الشرقى وداخل العمق أنشأنا الأنفاق وشبكة الطرق وشرق التفريعة والذى وصل حتى رمانة وأنشأنا مصانع للرخام هناك بلغت 7 مصانع تحجير ومصنعا للأسمنت .
مشيرا إلى أن التنمية فى سيناء بدأت منذ 73 ولم تتوقف حتى 96 بسبب السيولة وبدأت من جديد فى عهد الرئيس السيسى
وتذكر الخبير الاستيراتيجى اللواء محمد الغبارى قائلا : كنت فى لقاء مع محافظ الجيزة فى مؤتمر شبابى حضره 1500 شاب وفتاة كنت ألقى محاضرة عن الشائعات وتأثيرها ، ووصلتنى 10 أسئلة .. المفاجأة أن 6 أسئلة منهم كانوا يدورون حول سؤال واحد : ” هو حضرتك حضرت حرب أكتوبر .. هى حرب اكتوبر حقيقة وقعت فعلا ” ؟ حزنت كثيرا عندما يكون هذا هو فكر واعتقادات شباب ثانوى الذى من المفروض أن يقود البلاد بعد 10 سنوات .. هل سيقود المجتمع وما زال لديه شك حرب اكتوبر حقيقة أم خيال ؟ وهذا هو دور الشائعات وحرب الشائعات التى تحتل حيز كبير من عقول شبابنا .
أجبت على سؤال الشباب بدون اصطدام معهم : طلبت أحدهم ليحاورنى على الملأ امام الجميع .. قام أحدهم يواجهنى .. قلت له كانوا موجودين فى شرق القناة فى 67 اللى كانوا موجودين على شط قناة السويس راحو فين دلوقتى .. انت بتشوفهم دلوقتى ؟ .. رد لا أراهم .. قلت له راحوا فين مين خرجهم ؟ أكيد فيه قوة خرجتهم وطردتهم من هناك .
ومصر أنشأت قناة سويس جديدة يعنى .. طب مين مشاهم .. قعدنا 7 سنوات نفاوضهم على السلام وتدخلت الأمم المتحدة لم تستطع إخراجهم من أرضنا فى سيناء .. كان لازم حرب علشان يطلعوا .. والجيش المصرى هو اللى طلعهم .
وقال الغبارى موجها حديثه للشباب طرح مثل هذا السؤال هو تجسيد وتطبيق عملى للشائعات ، ولابد من توسيع مدارككم وفكركم ولا تكونوا أسرى لما يروج على مواقع التواصل الإجتماعى وبعض الفضائيات الموجهة والتى تستهدف شباب مصر .