بعد أن حققت الدعوات التى أطلقتها جماعة الإخوان للنزول يوم 20 سبتمبر الحالى ، وبعد إجهاض مخطط هدم الدولة المصرية وتكرار سيناريو أحداث 25 يناير ، علينا أن نراجع أنفسنا .. حكام ومحكومين هل هناك سلبيات وأخطاء وقعت .. نعم .. وهل تحققت ايجابيات وإنجازات .. نعم .
الشاهد أنه وفى ظل نشوة الإنجازات التى تحققت فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي والتى لا ينكرها إلا حاقد أو جاحد ، هناك أخطاء وقع فيها مسئولين بالحكومة سببت احتقاناً لدى قطاعات كبيرة من المواطنين ومن ينكر ذلك فهو أعمى لا يري ولا يبصر وفوق هذا وذاك لا يحب مصر ولا يدعم رئيسه.. السيسي الذي أعلنها منذ توليه موقع المسئولية .. حرباً على الفساد والمفسدين ، وقالها أكثر من مرة “اللى مش قد المسئولية يسيبها لحد تانى” وحديثه هنا كان موجها للمسئولين المتقاعسين عن أداء عملهم بالشكل الذي يحقق أهدف الرئيس وهو يقود أكبر عملية إصلاح تشهدها مصر منذ عهد محمد على باشا .
واجبنا كإعلام أن نرتقى لمستوى المسئولية الملقاة على عاتقنا .. ليس من مهمتنا التطبيل أو التهليل أو التغطية على سلبية أو فساد ، وليس من الواجب ولا من الأمانة أيضاً ضرب أمن الوطن واستقراره بأخبار وشائعات مغرضة هدفها تضليل الرأى العام حتى لا يري حقيقة ما يحدث فى مصر .
مهمتنا الأولى والأخيرة هى دعم الدولة المصرية ، وهذا الدعم يستلزم توافر عنصرين رئيسيين :
العنصر الأول هو أن نعمل تحت مظلة الأمن القومى المصري ونكشف للرأى العام ما حدث من إيجابيات وإلقاء الضوء على ما تم من تغيرات فى شتي مناحى الحياة ( سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ) حتى يعلم الجميع حقيقة ما يحدث بصدق وأمانة وما تم إنجازه من مشروعات شهد بها العالم بل وأصابته بالذهول .
والعنصر الثانى أن نكشف أمام مؤسسة الرئاسة والجهات المعنية ما يحدث من أخطاء وما يُرتكب من سلبيات بهدف الإصلاح وتلافى العيوب .
ولا يمكن لأحد عندما ننشر مخالفة أو خطأ قام به مسئول أن يتم تصنيفنا فى خندق الأعداء ، بل لا نكون متجاوزين إن قلنا أن من يهاجم مكتشف أي سلبية هو أخطر على مصر ممن يتآمر عليها ، خاصة إذا كان هدفه من عدم نشر المخالفة أن تبقي السلبية ويضاف إليها مجموعة من السلبيات والأخطاء حتى نضحي أمام كارثة تهدد أمننا واستقرارنا ، وهؤلاء ( ملكيون لا يحبهم الملك ) أو بمعنى أدق يقومون بأمور وتصرفات يعتقدون أنها لإرضاء الحاكم وهو منها براء ، ولم يطلب منهم القيام بها ، فهو تبرع غير محمود يسئ ولا ينفع
“الطرمخة” على الخطأ .. جريمة لا تقل فى ضراوتها عن المتآمر على الوطن .. كلاهما مجرم لا يسعى لخير هذا البلد ، ولا نعتقد أن مؤسسة الرئاسة ستكون سعيدة بالتغطية على أخطاء المسئولين ، وكم من مسئول تم ضبطه خلال فترة تولى الرئيس السيسي وتم إعلان ذلك أمام الرأى العام .
الشاهد هنا أن من يحب هذا الوطن يجب أن يكون هذا الحب مجرداً من التطلع لمنصب أو مكافأة أو التملق لمسئول حتى يأتى سلوكه متوافقاً مع من يحب ، فيري السلبية ويعلنها حتى يمكن تلافيها ، ويري الإيجابية ويعلنها حتى نحتذي بها .. هذا هو الإعلام الذي ننشده ، والوطنية التى غابت عن الكثير من قيادات ورجال الإعلام فى مصر .
نقول ذلك بمناسبة التغييرات الصحفية التى أعلنت مؤخراً والتى نتمني من رؤساء التحرير الجدد ومن تم التجديد لهم أن يضعوا نصب أعينهم ما ذكرناه آنفاً اذا كانوا يحبون مصر ويسعون ليكونوا ترساً فى عجلة البناء وليس معولا في قطار الهدم .