بقلم – اللواء بهاء البجاوى
سيدى الرئيس.. اسمح لى أن أقوم بواجبى نحوك سيادتكم كمواطن فى وطن أنتم مسئولون عنه.. بأن أُرسل إليكم هذه الرسالة كى نصارحكم بأكبر مشكلة حقيقية تواجهكم فى الوقت الحالى وفى نفس الوقت وعلى نفس المستوى تواجه الغالبية العظمى من الشعب المتمثلة فى المواطن البسيط والطبقة المطحونة.. وهى أن ما يُدلى به من تصريحات إعلامية أو يقدمه السادة المسئولين.. يكون فى وادى وعلى أرض الواقع تكون الحقيقة أمام المواطن فى وادى ثانى آخر ومختلفة شكلاً وموضوعاً .. مما يسبب صدمة للمواطن ومره تلو الأخرى تشكل هذه الظاهرة حاجز معنوى بين هذا المواطن ( المُحب لوطنه والمؤيد لرئيسه ) وبين ما تقوم به الحكومة.. ومع الوقت يصبح هذا المواطن غير مهتم وغير مقتنع بما تقوم به الدولة ويُولد بداخله حاجز عدم الثقة والذى يصل عند البعض إلى مرحلة التشكيك ( وذلك بدون تدخل أى مؤثر خارجى من كارهى هذا الوطن )..
وبالطبع ومما لاشك فيه أن هذا الانطباع يصل إلى مسامعكم.. إلا أنه وبكل أسف الإعلام المصرى الذى يعانى منه الجميع وفخامتكم تحديداً كثيرا ما شكوت من سوء مستوى الإعلام الحالى.. يقوم بتصوير هذا الإنطباع بعكس الصورة الحقيقية له .
ومما لا شك فيه أن هذه المشكلة ارتضينا أمّ لم نرتضى تؤثر على غالبية الشعب وعلى القيادة السياسية على قدم المساواة فى كثير من النواحى وعلى سبيل المثال :-
تؤثر أولا على سيادتكم معنوياً من استغراب من عدم رضاء الشعب عن بعض القرارات والمواقف.. ونلمس هذا التعجب جيداً فى ملامح وتعبيرات سيادتكم وأنت تُكررها كثيراً على المسئولين ( يا جماعه لو سمحتم اشرحوا ووضحوا الأمور كويس للمواطن) لأنكم تشعرون أنكم تفعلون ماهو فوق طاقة البشر ، والشعب لا يشعر به وغير مقتنع..
وثانياً تؤثر على المواطن معنوياً لأنه بدأ يشعر أن ما يتم وتقوم به الدولة هو فى مصلحة فئة معينة ولا يصل إليه.. وأنه تحمل الكثير خلال السنوات الماضية ومع الوقت وجد الضغوط بدلاً من أن تبدأ فى التناقص وجدها تزداد شدة وحدة..
وقطعاً وبخبرة سيادتكم المخابراتية تعلم مدى خطورة هذه المشاعر.
ولدينا من الأدلة التى تؤكد ما قد سبق الكثير ومنها على سبيل المثال :
وقد لمستم هذا بشخصكم عندما قمتم سيادتكم بجولة مفاجئة لتفقد بعض المشروعات الإنشائية أثناء ذُروة انتشار فيروس كورونا ووجدت أن هناك عدم إلتزام بارتداء الكمامة للعاملين بأحد المواقع على عكس التصريحات التى كانت تصدر من المسئولين.. مما أثار غضبكم وكان تعليقكم ( هو الكلام إللى بنقوله مش بيتنفذ ولا إيه )…
ومثال آخر نلمسه نحن كأولياء أمور.. وهو أن ما يتفضل به السيد وزير التعليم من تصريحات إعلامية لمخططات تعليمية شاملة متطورة بكل تفصيلاتها.. نجد ذلك مختلف تماماً على أرض الواقع بل إن المسئولين فى المدارس أنفسهم نجدهم غير مُلمّين وغير مستوعبين لما يتفضل به الوزير..
والأمثلة الأخرى كثيرة..
إلا أنه ومن الإنصاف أن نؤكد أن ما يتم من إنجازات فى مجال الطرق والكبارى استثناء ولا يدخل ضمن ما سبق بل ربما نجد المواطن يفاجئ بأن ما يتم على أرض الواقع أكبر بكثير من تصريحات المسئولين فى هذا الشأن..
سيدى الرئيس هذه الرسالة نابعه من حرصنا على هذا الوطن ولإنك أنت قائد السفينة فإن هذه الرسالة تؤكد على أن هذا ليس من واجبنا تجاهك فقط بل هو من حقك علينا أيضا أن نُصارحك بما يدور على أرض الواقع.. كى نُساعدك بحق فى الوصول بسفينة هذا الوطن إلى بر الأمان بمشيئة الله بعيداً عن الهتافات التى أصبح ضررها واضح أكثر من منفعتها…
وحفظ الله مصر وشعبها