الجمعة, 22 نوفمبر, 2024 , 6:32 ص
لواء بهاء البجاوي

شماعة الإضطراب النفسى .. عُذر أقبح من ذنب

بقلم – لواء بهاء البجاوي

واقعة اعتداء سيدة على ضابط شرطة بمحكمة مصر الجديدة.. قد تبدو للبعض مشاجرة بين شخصين.. إلا أنها ليست كذلك للأسباب الآتية :
أولاً : المُعتدِى هى مستشارة وعضو هيئة النيابة الإدارية.. أى تمثل وزارة العدل ( وهى إحدى الوزارات السيادية) وهى السلطة القضائية المنوط بها تطبيق القانون والحكم بالعقوبة على من يخالفه..
ثانياً : المُعتدَى عليه هو ضابط شرطة يمثل وزارة الداخلية ( وهى إحدى الوزارات السيادية) والمنوط بها تنفيذ القانون وضبط من يخالفه وتنفيذ العقوبة التى تصدر عليه من السلطة القضائية.
ثالثا : مكان الواقعة هو داخل محراب إحدى المحاكم التى تمثل رمز احترام القانون وشعارها ( العدل أساس الملك)..

فعندما ننظر لكل هذا نجد أنها ليست مجرد مشاجرة بين اثنين.. إنها مثال صارخ وفاضح لما وصلنا إليه من مستوى فساد فاق كل مستويات العقل البشرى..لأن الواقعة تمثل جميع أطراف منظومة تطبيق القانون وتحقيق العدل..

فعندما يكون التطاول من أحد أعضاء السلطة القضائية على أحد ضباط وزارة الداخلية السلطة التنفيذية بهذا الإسلوب وتلك الألفاظ وهذه الأفعال أمام العامة وفى محراب العدالة داخل ساحات المحاكم.. لمجرد إثبات من الأقوى ولمن الكلمة العليا.. وعندما يتشابك الاثنين بالأيدى أمام الجميع وكلاهما يعلم أن هناك من يقوم بالتصوير لنشر هذا المشهد على ملايين البشر داخل وخارج مصر..

وعندما ينزل هذا الفيديو على كل من شاهده كالصاعقة من هول المنظر وصعوبة التصديق.. وينتظر الجميع أن تكون هناك وقفة فارقة وان تكون هناك قرارات حاسمة ومواقف واضحة تتماشى مع هول المشهد لردع المخطئ والحفاظ على كرامة المعتدى عليه.. والأهم هو الحفاظ على مفهوم دولة القانون شكلاً وموضوعاً.

ويفاجئ الجميع بصاعقة أكبر من الواقعة نفسها.. عندما يتم استخدام ( شماعة العصور السابقة) وهى وصف المخطئ بالمضطرب نفسياً.. وذلك للخروج من المأزق لأن وظيفة المعتدية ووضع عائلتها القضائى يقف عائق أمام حبسها.. فلا نجد أمامنا سوى أن تقول ان ذلك عُذر أقبح من ذنب

وهنا يجب أن نعترف أننا أدمنا تجاهل أجراس الإنذار.. لأن تلك الواقعة تمثل جرس إنذار شديد لما يمثله فساد استخدام الحصانة بكل أشكالها للضرب بالقانون عرض الحائط فى السنوات الأخيرة.

فهل مصر وصل بها الحال إلى أنه من أجل أن يفلت مخطئ من العقاب ( أياً ما كان منصبه ووضعه هو وعائلته) أن تصبح جملة أننا ( دولة قانون ) جملة تستخدم للاستهانة وأن يصبح شكل مصر أمام العالم بهذا السوء من ناحية تطبيق القانون.
يجب أن نعلم أنه إذا كنا لا نريد أن نرى أنفسنا.. فيجب أن نعلم أن العالم كله يرانا..

ويجب أن يعلم الجميع أن مصر هى الخاسر الأول والأخير.. وأن أمثال هؤلاء ومن أجل مصالحهم الخاصة لا يجدون أى غضاضة فى تشويه شكل وسمعة مصر.. ويشوهون كل الجهود والإنجازات التى يقوم بها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى على أرض الواقع.. وفى نفس الوقت يُصدرون للجميع أنهم هم أنصاره ومؤيدوه! .. وليعلم كل مُتكبر على القانون.. أن مصر أكبر من الجميع .. اللهم احفظ مصر من شر أهلها

اترك رد

%d