كتب – خالد عبد الحميد
لم يكن فى مقدرونا تجاهل ردود الأفعال الهائلة التى صاحبت توقيع اتفاق السلام بين دولة الإمارات العربية المتحدة و إسرائيل ، هذه الاتفاق الذي باركته مصر ومعظم الدول العربية والأوروبية ، بينما قامت قلة من الدول ” أقل من أصابع اليد الواحدة ” بإعلان الحرب على الإمارات بسبب توقيعها لهذا الاتفاق رافعة شعارات العروبة والقضية الفلسطينية والقدس والتطبيع ، رغم أنها من أوائل الدول التى طبعت علاقاتها مع إسرائيل ، وفى مقدمتها تركيا التى يحكمها القردوغان الذي يظهر فى العلن عكس ما يقوم به فى الخفاء ، لا سيما وأن تركيا كانت أول دولة تعترف بإسرائيل منذ قيامها .. الآن حاكم تركيا يهاجم الإمارات بعد اتفاق السلام ويهدد بسحب سفيره ، فهل فعلها مع اسرائيل وسحب سفيره عندما أعلنت القدس عاصمة لها ؟!
ولمزيد من الإيضاحات حول هذه القضية أكدت السفيرة الدكتورة منى المنصورى – وهى من كبار سيدات الأعمال فى دولة الإمارات الشقيقة – فى تصريحات خاصة لـ “الوطن المصرى” أن الدول الرافضة لاتفاق السلام الذي وقعته الإمارات مع إسرائيل لها علاقات حميمية مع تل أبيب ،وعلى سبيل المثال تركيا حيث أقام حاكمها “القردوغان” علاقات وطيدة مع اسرائيل ولديه سفارة هناك وتطبيع كامل بينهما ، وأيضا قطر التى أطلق عليها البعض اسم ( قطرائيل ) من طبيعة وقوة العلاقات التى تربطها مع تل أبيب .
كما أن إيران لا تعتبر اسرائيل عدوا لها ، رغم التصريحات العدائية التى تطلقها ليل نهار لدغدغة مشاعر المسلمين .
وأضافت المنصورى : كل ما فعله الشيخ محمد بن زايد أنه أعلن على الملأ وبكل شفافية وليس فى السر التعاون مع اسرائيل مضيعاً بذلك الفرصة على المتاجرين بالقضية الفلسطينية
وقالت : الفلسطنيون أساسا لا يريدون حلاً لقضيتهم ، لأنهم لو كانوا يريدون حلاً لها لكانوا قد استمعوا لكلام البطل الشهيد محمد أنور السادات الذين نعتوه ووصفوه بالخيانة، رغم أن الجيش المصرى قدم شهداء ربما أكثر من عدد أبناء الشعب الفلسطينى لتحرير بلادهم وقد تناسوا كل هذه التضحيات ، وأصابهم الحول وبدلاً من محاربة اسرائيل صوبوا أسلحتهم تجاه مصر ليقتلوا جنودها فى سيناء .
وأضافت سيدة الأعمال الإماراتية الدكتورة منى المنصورى : الخطوة التى قام بها الشيخ محمد بن زايد فيها شجاعة ومكاشفة قطعت الطريق على أصحاب الشعارات والمتاجرين بالقضية الفلسطينية .
مشيرة إلى أن الشهيد السادات نجح فى تحقيق الحكم الذاتى للفلسطينيين قبل 40 عاماً ، فماذا فعل الفلسطينيون منذ هذا التاريخ حتى الآن إلا التنازل عن المزيد والمزيد من الأراضى
كما الفلسطينيين فى الخارج يعيشون فى غنى فاحش ولا يعنيهم حل القضية الفلسطينية من عدمه .
وإذا كان هؤلاء يرفضون اتفاقية السلام بين الإمارات واسرائيل ، فعليهم أن يعلنوا النفير العام ويذهبون لمحاربتها واسترداد أراضيهم المسلوبة .. عليهم أن يجمعوا شتاتهم من الخارج ويحررون القدس بدلاً من التصريحات الجوفاء والشو الإعلامى الذي أدمنوه لاستدرار عطف الدول وأموالها .
حتى حسن ” زميرا ” نصر الله فى جنوب لبنان الذي يدعي أنه المقاومة لم يطلق على إسرائيل صاروخ واحد ولا إيران التى ترفع لواء تحرير القدس بالتصريحات فقط
ووجهت حديثها للقردوغان قائلة : بينك وبين إسرائيل مسافة لا تزيد عن 17 كيلومتر لم نسمع أنك حاربت إسرائيل أو قطعت العلاقات معها نصرة للقدس أو القضية الفلسطينية !