بقلم / مريم مختار
الزواج علاقة تجمع بين الرجل والمرأه وهذه العلاقة لابد أن تقوم على عدد من الأسس من بينها الاحترام والتوافق والمودة والحب والعطاء حتى يكتب لهذه العلاقة النجاح ولابد من توافر الرحمة، فكل طرف فيها يجب أن يرحم الطرف الآخر ولا يتسبب في الضغط النفسي لشريك حياته .. كما يجب أن تقوم الحياة بينهما على المشاركة بأن يشارك كل طرف الآخر لإقامة حياة ناجحة خالية من المشاكل.
وهذه المشاكل عادة يكون سببها عدم فهم وجهة نظر الآخر وأهميه الزواج تكمن في تكوين أسرة وتعمير الكون .
والزواج عند المصري القديم كان أهم ما يميزه خصوصية العلاقة بين الرجل والمرأه ويكون ضمانا لاستمرار الطرفين مع بعضهما في الحياة ، وفي الممات كان الزوجين يدفنان بجوار بعضهما البعض .
كانت الإناث تتزوج وهي في سن 12 عام والشباب في سن 15عام ، وكانت طقوس الزواج تتم في معبد و يتم توثيق عقد الزواج بحضور الشهود وكان يتراوح عدد الشهود من 3 الى 16 فرد .
وفي القرن السابع الميلادي كانوا يضعون الياسمين على الكوشة اعتقادا أنها من زهور الجنة ، وكان يسبق الزواج فترة تعارف وهي تشبه فترة الخطوبة الآن وعادة تكون سنة ودبلة الخطوبة كانت تصنع من الذهب ، وكان الزوج يكتب في بداية طقوس ومراسيم الزواج قائمة بكل المنقولات التى تم تجهيز العروس بها قبل انتقالها الى المنزل الزوجية وكانت تشمل الحلي والخلاخيل وأدوات الزينة والملابس وكل شيء أحضرته العروس وكان الرجل يحترم زوجته فهو ضيف على بيت زوجته وكل شيء داخل البيت هو ملك لها وهي تدعمه وتسنده وكانت المرأة هي التي تقوم بخطبة الرجل و عرض الزواج عليه
وكما قال الحكيم بتاح حتب: “أحب شريكة حياتك، اعتن بها.. ترعى بيتك، أطعمها كما ينبغي، اكس ظهرها وعانقها، أفتح لها ذراعيك، وادعوها لإظهار حبك لها.. واشرح صدرها وادخل السعادة إلى قلبها بطول حياتها، فهي حقل طيب لسيدها وإياك أن تقسو عليها، فإن القسوة خراب للبيت الذي أسسته، فهو بيت حياتك لقد اخترتها أمام الإله” ..
أما الطلاق عند المصري القديم فقد كان الطلاق مسموحا به في مصر الفرعونية ولكنه كان لأسباب ومنها الكراهية أو اذا ارتكب أحد الزوجين جريمة الزنا او اذا لم يكن الزوج قادر على الإنجاب فمن حق الزوجة ان تطلب منه الطلاق وتطلب في هذه الحالة تعويض منه وكان الطلاق عن طريق وثيقة مكتوبة تؤكد ان الزوجة اصبحت حرة وتمكنها من الزواج مرة أخرى بشرط مرور 4 شهور وكانت الصيغة تقول” لقد هجرتك كزوج لي، وإنني أفارقك وليس لي مطلب على الإطلاق، كما أبلغك أنه يحل لك أن تتخذي زوجا آخر متي شئت” ولضمان حق المرأه في حالة الطلاق كانت عقود الزواج تنص على تعويض مادي مناسب للمرأه وكان المصريون القدماء يفضلون زواج الأقارب لضمان معرفة الأصل والنسب والتربية ولم يزوجوا بناتهم لغرباء إلا في حالات قليلة لمنع المشاكل ومنع حدوث الطلاق فقد كان الطلاق من أقبح الأشياء التي لم يرجحها المصريين القدماء وكانوا يرفضونه ولكنه يحل في حالات معينة لأنهم كانوا يقدرون المرأه وكانوا على وعي من اهمية المرأه في المجتمع و كانوا يحترمون النساء ولم يقهرون النساء فقد كانوا على قدر كافي من المعرفة بأهمية وجود المرأه في المجتمع وأهمية حصول المرأه على كل حقوقها وكانت النساء تؤدي كل واجباتها على اكمل وجه .