كتب – خالدعبدالحميد
طالب الفريق عبد العزيز سيف رئيس مجلس ادارة الهيئة العربية للتصنيع بضرورة إيجاد حلول عاجلة لظاهرة الأطفال بلا مأوي والتي تشكل خطراً علي المجتمع ككل مما يهدد أمنه وسلامة أفراده، لذلك تسعي الحكومة إلي معالجة هذه الظاهرة منذ عدة سنوات، وما زال يعاني المجتمع من خطورة تزايد أعداد الأطفال بلا مأوي.
وأشاد الفريق سيف خلال استقباله أمس الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الإجتماعي والوفد المرافق لها بتلك المبادرات الإجتماعية لحل مشكلة أطفال الشوارع مؤكدا علي الدور والمسئولية الإجتماعية للهيئة كأحد مؤسسات الدولة للمساهمة في حل تلك المشكلة التي تؤرق المجتمع بما لها من تداعيات ومشكلات إجتماعية وإقتصادية .
يأتي ذلك في إطار تعزيز التعاون القائم بين الجانبين في العديد من المجالات ومنها مشروع الوحدة المتنقلة للكشف والتدخل المبكر للأطفال في الشارع في إطار مبادرة مشروع حماية الأطفال بلا مأوى.
وأشار عبد العزيز إلي أنه تم الإتفاق مع وزيرة التضامن الإجتماعي علي توفير عدد 17 وحدة لتوفير الخدمات الطبية و الاجتماعية و النفسية وهي سيارات ميني باص مكيفة ومجهزة للعمل كوحدة متنقلة لتقديم خدمات صحية و نفسية واجتماعية للأطفال في الشارع بفريق عمل مكون من 2 إخصائي إجتماعي و 1 اخصائى نفسي و ممرضة و سائق في إطار مشروع حماية الأطفال بلا مأوي
ومن جانبها قالت غادة والي أن وزارة التضامن الإجتماعي تتبني بالتعاون مع صندوق تحيا مصر إستراتيجية لعلاج ظاهرة الأطفال بلا مأوي تقوم علي عدة محاور تهدف إلي التكامل بين الخدمات والأدوات المؤدية لعلاج الظاهرة، حيث يستهدف مشروع علاج ظاهرة أطفال بلا مأوي من خلال هذا المقترح تطوير مؤسسات الرعاية الاجتماعية التي يقيم بها الطفل بلا مأوي، و إلى جانب ذلك تنتشر فرق العمل الميداني في الشارع لمحاولة دمجه للأسرة أو جذبه إلي المؤسسات التي يتم تطويرها لإستقباله.
وأضافت أنه استكمالا لهذا يسعي مشروع علاج ظاهرة أطفال بلا مأوي لتطوير مكاتب الإستشارات الأسرية ومكاتب المراقبة الاجتماعية و أندية الدفاع الاجتماعي التابعة لوزارة التضامن الإجتماعي التي تمثل الضلع المكمل للمنظومة حيث تستهدف الأسرة والطفل. وعلى التوازي تنشئ وزارة التضامن الإجتماعي مرصداً لتتبع تطور الظاهرة، كما تؤسس وحدة متخصصة لإدارة البرنامج، وتسعى لتحقيق الإستدامة من خلال تطوير قدرات العاملين و توفير الأدوات التي تمكنهم من القيام بدورهم في المستقبل. و تهتم خطة الوزارة بالتسويق المجتمعي لعلاج القضية حتي تغير الوصمة المرتبطة بالطفل بلا مأوي، وتدفع المجتمع للمشاركة في حمايته..
ذكرت وزيرة التضامن الإجتماعي أن الوحدة المتنقلة هي سيارة مكيفة مجهزة للعمل في مجال مساعدة الأطفال بلامأوي, وتحتوي الوحدة علي قسم لرعاية الأطفال من الناحية الصحية, قسم آخر لنقل الأطفال من أماكن تجمعهم بالشارع إلي مؤسسات الرعاية الإجتماعية أو مراكز الاستقبال أو مراكز الرعاية النهارية بغرض إستكمال دراسة كل حالة علي حدة لمحاولة إنهاء تواجدهم فى الشارع والعمل علي دمجهم بأسرهم أو دمجهم بمؤسسات الرعاية الإجتماعية
وأكدت أن الدراسات المختلفة في مجال أطفال بلامأوى تشير إلي أنه من أهم التدخلات للعمل مع تلك الفئة مراكز الإستقبال و مراكز الإقامة المؤقتة والدائمة و مؤسسات الرعاية الاجتماعية ,حيث أنها تعتمد جميعا علي فكرة وصول الطفل إلي الخدمة حيث مكانها، و من الدراسة العملية وجد أن الفترة الزمنية التي يقضيها الطفل من بداية تركة لمنزله حتى الوصول إلي الخدمات التي تقدمها تلك التدخلات تتراوح مابين 4 : 6 اشهر وتلك الفترة كفيلة أن يتعلم بها الطفل الكثير من سلوكيات الشارع بالإضافة تعرضه لكثير من مخاطر الشارع الاستغلال الجنسي التي تعيق عمليات إعادة توافقه مع أسرته مرة اخري ؛ هذا بالإضافة إلي تكلفة انشاء مراكز الإستقبال المرتفعة لذا كان التفكير في آلية تدخل تستهدف الوصول بالخدمة إلي الأطفال في مكان تجمعهم بالشارع .
أشارت وزيرة التضامن الإجتماعي إلي أهمية التنوع في أحجام الوحدات المتنقلة بما يتناسب مع طبيعة الشوارع من حيث مساحتها حيث تمنع بعض السيارات من السير فيها مما تعوق تقديم الخدمة بالسرعة المطلوبة وقد ثبت بالتجربة أن بعض الأماكن كان من الصعوبة الوصول إليها بسبب كبر حجم السيارة
وأضافت أن الوحدات المتنقلة المتوسطة لها جانب إيجابي يتمثل في سهولة الوصول بها إلي الفئات المستهدفة من الأطفال فى المناطق التي يصعب وصول الوحدات الكبيرة اليها وآخر سلبي حيث تقدم الخدمات العاجلة فقط والتحويل الي الوحدات الكبيرة لإستكمال التدخلات., أما إيجابيات الوحدات المتنقلة الكبيرة تحتوى على كل الخدمات التى ستقدم الى الطفل فى الشارع وتقدم بداخلها ممايساعد على تقديم الخدمة بكفاءة وفى وقتها. والجانب السلبي حيثيصعب الوصول بها إلي المناطق العشوائية ذات الطرق الضيقة
وأشارت والي إلي أن مشروع حماية الاطفال بلامأوي يستهدف عشرمحافظات تحتوى على 82%الأطفال بلا مأوى طبقا لنتائج الحصرفى 1922نقطة تجمع (القاهرة-الجيزة-القليوبية-الاسكندرية- المنيا-السويس- بنى سويف-أسيوط-الشرقية-المنوفية)
وقد أتفق الفريق/ عبد العزيز سيف الدين رئيس الهيئة مع وزيرة التضامن علي تكامل كافة الجهود بوزارة التضامن الإجتماعي والهيئة العربية للتصنيع من خلال تشكيل لجنة فنية لدراسة مواصفات تلك السيارات شكلا وموضوعا بما يتناسب مع تحقيق الهدف الإجتماعي من تلك المبادرة وبما يشكل عنصرا جذابا لنجاح فكرة إعادة تأهيل أطفال الشوارع وإعادة دمجهم في المجتمع بصورة إيجابية .
كما أثنت وزيرة التضامن علي مراكز التدريب داخل الهيئة العربية للتصنيع وأهمية الإستفادة من خبرات الهيئة في هذا المجال خاصة بعد نجاحها في تجربة مبادرتي الهيئة للعمالة الفنية وعلم إبنك حرفة خلال الصيف الماضي وقد ناقشت مع رئيس الهيئة إمكانية تدريب أطفال الشوارع من خلال البرامج الحرفية والتدريبية المتخصصة بالهيئة التي تشكل عنصرا هاما في عملية إعادة تأهيلهم للحياة السوية بالمجتمع.