الثلاثاء, 18 يونيو, 2024 , 2:09 م

«الحمام الزاجل»رسول الحرب والسلام ..حمل طعام الخليفة الفاطمى..وظهر كمجرم فى السينما

أرشيفية

أرشيفية

كتب : محمد جمال

اهتم الملوك بالحمام الزاجل اهتمامًا يظهر حبهم الشديد له، فمن غرائب هذا المخلوق أن «العزيز» ثانى خلفاء الفاطميين قد أعجبته القراصية «البعلبكية» التى تناولها بالشام وتمنى أن يتذوقها مرة أخرى فذكر لوزيره ذلك، فقام بجمع «الحمام المصرى» وتعليق حبات القراصية فى أرجُل الحمام، فلم ينتهى اليوم إلا ان جهز الحمام محُمل بما أُرُسل به، وقام الوزير بجمع القراصية (الخوخ المجفف) وعرضها على «العزيز» فكان ذلك من أغرب ما قام به الحمام الزاجل.

 «الحمام الزاجل» هذا الطائر الذى يعتبر أحد أهم أنواع الطيورعبر التاريخ، بدايًة من العرب ومرورًا بباقى العصور المختلفة، نظرًا لذكاءة الشديد وعقلية الثاقبة، لما له من غريزة حبه لوطنه والعودة إليه مهما بعدت المسافات، كما أن لديه القدرة على رسم خارطة المجال المغناطيسى للارض ويستعين بذلك فى معرفة العودة لموطنه، بالإضافة إلى امتلاكه مهارة توصيل الرسائل عبر المساحات الشاسعة وفى أوقات قليلة.

ما معنى زاجل ؟

ظهرت العديد من النظريات حول أصل الكلمة فالبعض يرى إنها كلمه عربية الأصل وتعني أصل الزاجل فارسي وهي تعني القائد العسكري أو قائد الجند.

وأستخدمت الكلمة للتعبير عن الحمام المستخدم في نقل الرسائل دون تحديد سلالات معينة كما هو جاري في الوقت الحاضر ، ثم أصبحت الكلمة تستخدم فى التعبير عن الحمام ذو قدره علي الطيران العالي و السلالات المستخدمة في السباقات.

«نشأة الحمام فى مصر»

أرشيفية

أرشيفية

تعود بداية ظهور الحمام فى مصر إلى عصر الفراعنة أى ٥٠٠٠ سنة قبل الميلاد، فكانو أول من اهتموا بالحمام بأنواعه المختلفة، وخاصًة الحمام الزاجل وتزودوا فى هذا العلم وعرفوا أسباب مرضه وطرق علاجه، كما وجدا النقوش والآثار التى تدل على استخدام الفراعنة له، ولقد ثبت تاريخيا أنهم هم رواد استخدام الحمام الزاجل عبر التاريخ فى نقل الراسائل بين أقطار العالم الإسلامى والعربى.

صورة تظهر أستخدام الحمام الزاجل فى الحروب

صورة تظهر أستخدام الحمام الزاجل فى الحروب

وقد تم استخدم الحمام الزاجل لأول مرة في عام 24 قبل الميلاد في الأغراض الحربية للاطلاع على ما كان يدور عند العدو بإرسال الحمام الزاجل إلى تلك المناطق ومعرفة الأخبار من بعيد، ويعتبر منشأ الحمام الزاجل هو بلاد الشام، حيث يعتبر «حمام المراسلة البغدادى» هو أساس الحمام الزاجل الحديث.

«الحمام الزاجل بين الهواية والتدريب»

صورة تظهر تربية الحمام أرشيفية

صورة تظهر تربية الحمام أرشيفية

ترجع فكرة هواية الحمام الزاجل فى مصر وفكرة تدريبها إلى سنه «١٩٤٥م» وذلك عندما قرر هواة التدريب فى مصر إنشاء أول جمعية لسباق الحمام فى مصر والشرق الأوسط ومن هنا أخذت هذه الرياضة شكلا مختلفا حيث أصبح لها مقر وجمعية تضم ليها الكثير.

وفى بداية القرن العشرين اهتم جيش الاحتلال الانجليزى فى مصر والسودان بإنشاء محطات تربية للحمام الزاجل ومن هذا الطريق انتقل الحمام إلى أيدى الهواة و بدأ الاهتمام بكل أشكاله وأنواعه.

ومن الأشياء التى ساعدت على نمو الهواية فى مصر هو استغناء الجيش البريطانى بعد إنتهاء الحرب عن عدد كبير من الحمام الزاجل، والذى تتعدى الآلاف، ولقد أعطت هذه الفرصة قوة كبيرة لرواد هذا المجال فى تربية الحمام من قبل الهواه بأسعار رمزية، و ساعد ذلك فى دخول الكثر منهم لجمعية الحمام الزاجل، وقد تم إطلاق حمام الجيش على تلك الفئة من الحمام.

«الحمام الزاجل عند العرب»

أرشيفية

أرشيفية

للعرب فى هذا المجال طريق كبير فيُعد هم من أوائل الأمم التى عرفت تربية الحمام واهتمت بأنسابه ووضعت الكتب والدراسات فى أمراضه وعلاجه، فمع اتساع الرقعة الإسلامية وزيادة الحروب والفتوحات وزيادة مصادر الثروة وتنوعها كان لابد أن تكون هناك وسيله أكثر أمانا و سرعة لضمان السرية والفاعيلة، فقرر العرب إنشاء ديوان البريد والذى كان يعمل على اتصال كل أطراف الدولة ببعضها، من هنا بدأ «العباسيون» استخدام الحمام الزاجل فى البريد لما يمتاز به من سرعة فائقة ودقة عالية وسهولة فى التحرك.

هذا بالإضافة إلى انخفاض تكلفة تربيته، وهناك ما يميزه الحمام الزاجل عن باقى الطيور أو الوسائل وهو أنه لايحتاج إلى دليل أو مرشد من أجل الوصول إلى هدفه.
وحاول العرب فى هذا لوقت الاهتمام به وتنظيم السجلات الخاصة له وتخصيص المربين الذين تقاضوا أعلى الرواتب .

ووصل سعر الحمام الزاجل فى زمن العرب إلى ٧٠٠ دينار، وقيل أنه تم بيع حمامه فى خليج القسطنطينية بـ «ألف دينار».

لكن «الفاطميين» تجاوزوا «العباسيين» وكانوا أكثر اظهاًر لحبهم الشديد للحمام الزاجل وهذا ما جعلهم يبتكرون وسائل كثيره للتغلب على إمكانية وقوعه فى أيدى العدو، وذلك عن طريق استخدام رسائل مشفرة لايستطيع أحد معرفة تلك الرموز غيرهم.

 «أشهرأنواع الحمام الزاجل»

أرشيفية

أرشيفية

هناك أنواع كثيرة من أنواع الحمام إلى جانب النوعية المهجنة وهى التزاوج الذى يحدت بين الحمام الجبلى والحمام المدجن ولعل من أهم الأنواع التى تم تهجينها.
«حمام باركر الزاجل» والذى ظهر للمرة الأولى فى 1850، وكانت الغرض من هذا النوع مبدئيًا هو«المراسلة» وبعد ذلك أصبح الهدف منه دخول المسابقات الدولية، و«الحمام الزاجل الفرنسى» وذلك النوع هجين بين الحمام الزاجل البلجيكى والبغدادى، و«تزاوج الزجل البلجيكى مع الحمام الألمانى» ونتج عنه هجين يمتاز بقامتة القصيرة والذيل الطويل، و«حمام الساتينيت» وهذا النوع تم تهجينه فى تركيا بإستخدام الحمام الإنجليزى، «الحمام الاسبانى» مثل غرانادينوا، ومارتينو.

«الهدف من تربية الحمام»

حمام المودينا أحد أنواع حمام الزينه

حمام المودينا أحد أنواع حمام الزينه

تعدد الأهداف وراء تربية الحمام الزاجل لدى العرب و الهواة حاليا ولعل من أهما، إشراك الحمام فى المسابقات الدولية والعالمية والتى تم تنظيم جمعية فى مصر خاصة بهذا الشأن، كذلك هناك التربية من أجل «الأستعراض» وعمل الحركات البهلوانية التى تحتاج مزيدًا من التدريب والمعرفة الجيدة بهذا الطائر لمعرفة كيفية التعامل معه، وتربية الحمام «للزينة» وذلك النوع يعتمد على الصوت الجميل والمنظر الجذاب، والنوع الأخير لإنتاج«الزغاليل» وهذا النوع يكون بهدف الربح المادى ومن أجل التجارة.

الحمام الزاجل مجرم فى السينما  

 ظهرت أهمية الحمام الزاجل فى السينما المصرية، وذلك خلال أحداث فيلم رصيف نمرة 5  ( إنتاج 1956)، بطولة النجمين الراحلين فريد شوقى ومحمود المليجى، بالإضافة إلى الفنانة هدى سلطان، حيث استخدمه تجار المخدرات فى التهريب عبر ربط أنابيب تحمل الكوكايين بأرجل الحمام، وظل هذا الأمر لغزًا إلى أن تم كشفه، من ثم سقط التنظيم الإجرامى بيد الشرطة.

2014-635548399798136671-813

 

اترك رد

%d